أنا فاطمة و أبي محمد (صلّى اللّه عليه و آله)
ثم قالت: أعود بالقول فيكم * * * مثلما قلت ساعة الابتداء
أيها الناس إنّني بنت طه * * * و أبي الطهر خاتم الأنبياء
و أنا لا أقول ما قلت فيكم * * * غلطا من ضلالة و افتراء
و فعالي و لا تكون فعالي * * * شططا عن مناهج الاستواء
قد أتاكم هاد عزيز عليه * * * ما عنتّم فيكم من الرحماء
هو فيكم حقّا أبي حين يعزى * * * دون ما كان عندكم من نساء
و أخ صادق الولاء لابن عمي * * * دون باقي رجالكم في الإخاء
قد أتى صادعا نذيرا إليكم * * * بالرسالات من إله السماء
مائلا عن مدارج الشرك عدلا * * * مستقيما في مسلك الاهتداء
ضاربا بعد أخذه الكظم منهم * * * ثبج المشركين دون انثناء
داعيا بالهدى و بالوعظ رشدا * * * لإله الورى بخير دعاء
و هو ما زال ثابت العزم حتى * * * هزم الجمع مدبرا للوراء
و تجلّى عن صبحه الليل و الحق * * * تفرّى عن محضه بجلاء
و غدا الدين ناطقا و استكانت * * * و هي خرسى شقاشق الجهلاء
و تردّى وشيظ كلّ نفاق * * * و انبرت كل عقدة للرياء
و نطقتم بالحق في خير بيض * * * من خماص البطون دون امتلاء
و قديما كنتم على نهج هلك * * * و شفا حفرة لنار الشقاء
مذقة الشاربين في كل شرب * * * نهزة الطامعين عند الرجاء
قبسة للعجلان من كل سار * * * موطئا للأقدام دون وقاء
طرقا تشربون و القدّ فيه * * * أنتم تقتاتون عند الغذاء
ليس فيكم غير الأذلّة ذلّا * * * أبدا خاسئين دون إباء
و تخافون أن تنالوا اختطافا * * * و هوانا من كل دان و نائي