و أفاضت بالقول بعد نشيج * * * متعال و أدمع خرساء
فله الحمد منعما بالعطايا * * * ملهما بالصواب و الاهتداء
مستفيضا بكل ما هو أسدى * * * للبرايا من منّة و عطاء
و حباهم من كل خير عميم * * * و نوال في ساعة الابتداء
جمّ من كثرة المواهب منه * * * كلّ عدّ لها عن الإحصاء
و تناءى عن الجزاء علاها * * * أمدا لم ينل بأيّ جزاء
قطّ لا تدرك الخلائق منها * * * أبدا من تفاوت و تنائي
ندب الخلق لاستزادة هذا * * * منه بالشكر بغية الالتقاء
و استحقّ الثناء و الحمد منهم * * * بعد إجزالها على الأولياء
و هو ثنّى لندبهم من سخاء * * * بجميع الأمثال و النظراء
كلمة التوحيد
و هو اللّه لا إله سواه * * * جلّ عزّا عن سائر الشركاء
كلمة بالإخلاص يظهر منها * * * كنه تأويلها بدون خفاء
و هو قد ضمّن القلوب يقينا * * * منه موصولها بدون امتراء
و أنار العقول بالفكر منها * * * فأضاءت مدارك العقلاء
ليس ينقاد وصفه للسان * * * لا تراه بالعين رؤية رائي
ليس تدري الأوهام بعد قصور * * * كيف أضحى من سائر الأنحاء
خلق الكائنات
أبدع الكائنات من دون شيء * * * سابق قبلها من الأشياء
و براها من دون أيّ مثال * * * قد بدا فاحتذاه خير احتذاء
كوّن الكائنات حين براها * * * و هو عن خلق مثلها في غناء
إنما رام أن يثبّت منه * * * حكمة تستبين للحكماء
و لإظهار قدرة الصنع منه * * * و لتنبيههم على الاهتداء