كلّ هذا تعبّدا للبرايا * * * مع إعزازه لأهدى دعاء
جاعلا للمطيع منهم ثوابا * * * و عقابا لمن عصى في الجزاء
ليذود العباد عن كل سخط * * * و يحاشوا لجنة السعداء
الشهادة بالنبوة
و أنا للنبي أشهد حقا * * * أنه كان خاتم الأنبياء
قبل إرساله اجتباه و سمّى * * * اسمه قبل ساعة الاجتباء
و اصطفاه الإله قبل ابتعاث * * * للبرايا بأحسن الاصطفاء
حينما كانت الخلائق بالغي * * * ب احتجابا مكنونة بغطاء
و بستر من الأهاويل صينت * * * و تغشّت مقرونة بالفناء
بعد علم منه بما سوف يأتي * * * شامل من حوادث الآناء
عارفا في مواقع تتجلّى * * * لجميع الأمور في الانتهاء
بعث المصطفى ليكمل فيه * * * كلّ أمر منه و كلّ مشاء
و لإمضاء حكمه في البرايا * * * نافذا في عزيمة و مضاء
و لإنفاذ ما يقدّر حتما * * * من إشاءاته و كلّ قضاء
فرأى هذه الخلائق طرّا * * * فرقا في الأديان دون التقاء
يعبدون الأوثان و النار كفرا * * * بعد عرفانهم لرب السماء
فأنار اللّه اهتداءً و رشدا * * * بأبي كل ظلمة عمياء
و محى فيه من قلوب البرايا * * * بهم الشرك بعد كشف الغطاء
جلا عن عيونهم حين ظلّت * * * غمما للعمى بأبهى جلاء
و لقد قام بالهداية فيهم * * * لهم منقذا من الإغواء
و حباهم بصيرة بعد غيّ * * * و هداهم للدين خير اهتداء
و دعاهم لمنهج مستقيم * * * بعد زيغ عن منهج الاستواء