أبي بكر، مع اعترافهما له بأن النبي (صلّى اللّه عليه و آله) قال: لا نورّث، ما تركناه صدقة. فالوجه أنهما مع فاطمة (عليها السلام) فهموا من قوله: و ما تركناه صدقة الوقف، و رأوا أن حق النظر على الوقف يورث دون رقبته، و رأى أبو بكر أن الأمر في ذلك له؛ و لذا لما أعطاها عمر عليا (عليه السلام) و عباسا، أخذ عليهما أن يعملا بما عمل فيها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و أبو بكر بعده.
و كانت هذه الصدقة بيد علي (عليه السلام) منع العباس فغلبه عليها. ثم كانت بيد الحسن، ثم بيد الحسين، ثم بيد علي بن الحسين (عليهم السلام) و الحسن بن الحسن، ثم بيد بني الحسن رضي اللّه عنهم. قال معمر: ثم كانت بيد عبد اللّه بن الحسن حتى ولّي هؤلاء (يعني بني العباس) فقبضوها.
قال أبو غسان: صدقات النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بيد الخليفة، يولّي عليها و يعزل عنها و يقسّم ثمرها و غلّتها في أهل الحاجة من أهل المدينة على قدر ما يرى من هي في يده.
و قال الشافعي فيما نقله البيهقي: و صدقة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) قائمة عندنا و صدقة الزبير قريب منها و صدقة عمر قائمة و صدقة عثمان و صدقة علي (عليه السلام) و صدقة فاطمة (عليها السلام) و صدقة من لا أحصي من أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بالمدينة و أعراصها.
قال السمهودي: قلت: ثم تغيّرت الأمور بعد ذلك و اللّه المستعان.
قال: و ذكرنا في الأصل من روى أن فاطمة (عليها السلام) قالت في فدك: أن النبي (صلّى اللّه عليه و آله) أنحلنيها و ما أنفق فيها.
المصادر:
جواهر البحار في فضائل النبي المختار (صلّى اللّه عليه و آله): ج 4 ص 86.