قال العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي في فصل: الزهراء (عليها السلام) في مواجهة التحدي:
إن مطالبة علي (عليه السلام) بأموال بني النضير و مطالبة الزهراء (عليها السلام) بفدك و بسهمهما بخيبر و بسهمهما من الخمس و بإرثها أيضا من أبيها الرسول الأعظم (صلّى اللّه عليه و آله) ... و إصرارها على تحدّي السلطة في إجراءاتها الظالمة، ثم مغاضبتها للسلطة حتى توفّيت حيث أوصت أن يدفن ليلا، إن ذلك كله لا يمكن تفسيره على أنه رغبة في حطام الدنيا و حبّ للحصول على المال ...، فإن حياتها و هي الصديقة الطاهرة و الزاهدة عن الدنيا و الفانية في اللّه حتى أنها كانت تقوم الليل حتى تورّمت قدماها ...، و كذلك ما شاع و ذاع حول كيفية تعاملها مع الأموال التي كانت تحصل عليها من ترك و غيرها.
و كيف كانت تصرفها؟ إن ذلك خير دليل على ما نقول و أوضح شاهد عليه، و هذا بالذات هو ما يجعلنا نتساءل عن السر الكامن وراء تلك المطالبة، و ذلك الإسرار.
و لعلنا نستطيع أن نفسّر ذلك بما يلي:
1. الانتصار للحق و رفض الباطل.
2. الصيانة عن الفهم الخاطئ و عن التحريف المترتب على سكوتها.
3. أن الوقوف في وجه الباطل لا يخصّص بغير الحاكم.
4. أن الآمر بالمعروف و الناهي عن المنكر لا يختص بالرجال بل يشمل النساء أيضا.
5. أن التصدي للمطالبة بالحق و تسجيل الموقف لا ينحصر بصورة العلم بإمكان الحصول بل يجب مع العلم بعدم الحصول أيضا.
المصادر:
الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلّى اللّه عليه و آله) للسيد جعفر مرتضى العاملي: ج 6 ص 212.