أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ ...»[1]، قال: فأعطى أكثرها المهاجرين و بقي منها صدقة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) التي في أيدي بني فاطمة أي الحوائط السبعة.
و لابن زبالة، عن محمد بن كعب: أنها كانت أموالا لمخيريق؛ قال ليهود يوم أحد:
أ لا تنصرون محمدا؟ فو اللّه إنكم لتعلمون أن نصرته حق. قالوا: السبت؟ قال: فلا سبت لكم، و أخذ بسيفه فمضى مع النبي (صلّى اللّه عليه و آله). فقاتل حتى اثخنته الجراح، فقال: أموالي إلى محمد (صلّى اللّه عليه و آله)، يضعها حيث شاء؛ فهي عام صدقاته (صلّى اللّه عليه و آله).
ثم قال: و أما الصدقات السبع المتقدمة، فالصافية معروفة اليوم شرقي المدينة بجزع زهيرة تصغير زهرة، و برقة معروفة اليوم أيضا في قبلة المدينة و مما يلي المشرق و لناحيتها شهرة بها، و الدلال جزع أيضا معروف أيضا قبلي الصافية قرب المليكي وقف المدرسة الشهابية، و الميثب غير معروفة اليوم و يؤخذ مما سبق من كون هذه الأربعة مجاوات أنها قريبة من الثلاثة قبلها، و الأعواف جزع معروف بالعالية، و مشربة أم إبراهيم معروفة بالعالية، و حسنا- بضمّ الحاء- سبق أنها بالقف تشرب بمهزور.
قال السمهودي: و الذي ظهر لي أن حسنا اليوم هي الموضع المعروف بالحسينيات قرب جزع الدلال إذا هو بجهة القف و يشرب بمهزور، و هذه السبع الصدقات النبوية، و هذه الصدقات مما طلبته فاطمة من أبي بكر مع سهمه (صلّى اللّه عليه و آله) بخيبر، و فدك كما في الصحيح أنها كانت تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) من خيبر و فدك و صدقته بالمدينة، فأبى أبو بكر عليها ذلك و قال: لست تاركا شيئا كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يعمل به إلا عملت به، فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ. ثم دفع عمر صدقته (صلّى اللّه عليه و آله) بالمدينة إلى علي (عليه السلام) و عباس، و أمسك خيبر و فدك و قال: هما صدقة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، كانتا لحقوقه التي تعروه.
و فيه أن أبا بكر احتجّ عليها بقوله (صلّى اللّه عليه و آله): لا نورّث، ما تركناه صدقة، فغضبت. و في الصحيح أيضا: إن عليا (عليه السلام) و العباس جاءا إلى عمر يطلبان منه ما طلبته فاطمة (عليها السلام) من