فلا عجب إذا هاجت بها الأحزان، و أنّت أنّة إنّني أعجز عن التعبير عن تحليل تلك الأنّة و مدى تأثيرها في النفوس.
أنّة واحدة فقط بلا كلام، يهيّج عواطف الناس فيجهش القوم بالبكاء.
أنا ما أدري ما كانت تحمل تلك الأنّة من المعاني، و لما ذا أجهش الناس بالبكاء؟
و هل الأنّة الواحدة تبكي العيون و تجري الدموع و تحرق القلوب؟
هذه ألغاز لا أعرف حلّها، و لعل غيري يستطيع حلّ هذه الألغاز!
المصادر:
فاطمة الزهراء (عليها السلام) من المهد إلى اللحد: ص 289.
24
المتن:
عن جعفر بن محمد (عليه السلام): لما انصرفت فاطمة (عليها السلام) من عند أبي بكر، أقبلت على أمير المؤمنين (عليه السلام): فقالت له: يا ابن أبي طالب! اشتملت مشيمة الجنين، و قعدت حجرة الظنين؟ نقضت قادمة الأجدل، فخانك ريش الأعزل! هذا ابن أبي قحافة قد ابتزّني نحيلة أبي و بليغة ابنيّ. و اللّه لقد أجدّ في ظلامتي، و ألدّ في خصامي، حتى منعتني قيلة نصرها، و المهاجرة وصلها، و غضّت الجماعة دوني طرفها، فلا مانع و لا دافع.
خرجت- و اللّه- كاظمة، و عدت راغمة، و ليتني لا خيار لي، ليتني متّ قبل ذلك، متّ قبل ذلّتي، و توفّيت قبل منيّتي، عذيري فيك اللّه حاميا و منك عاديا. ويلاه في كل شارق! ويلاه! مات المعتمد و وهن العضد. شكواي إلى ربي، و عدواي إلى أبي. اللهم أنت أشدّ قوة.