روى عبد اللّه بن الحسن بأسناده، عن آبائه (عليهم السلام): إنه لما أجمع أبو بكر على منع فاطمة (عليها السلام) فدكا و بلغها ذلك، لاثت خمارها على رأسها و اشتملت بجلبابها، و إلى آخرها، كما في الاحتجاج.
المصادر:
أعيان الشيعة: ج 2 ص 296.
22
المتن:
قال عبد الوهاب الكاشي في احتجاج فاطمة (عليها السلام) في فدك و خطبتها في المسجد:
... وجدت فاطمة (عليها السلام) مجالا رحبا للاحتجاج عليهم و فضح مؤامرتهم و كشف نفاقهم. فخرجت في مظاهرة نسائية صاخبة من بيتها إلى مسجد أبيها (صلّى اللّه عليه و آله) و هو غاصّ بالمسلمين، و ألقت خطبتها البليغة الشهيرة؛ أبكت بها العيون و أثارت العواطف و كسبت الرأي العام و أقامت بها الحجة و فندت الادعاءات الكاذبة و ربحت المعركة على الصعيد الفكري و المنطقي، حتى اضطرّ خصمها إلى استعمال المراوغة و الخداع و المغالطة تارة، و لغة الوعد و الوعيد و التهديد تارة أخرى.
و هي خطبة مفصلة تناقلها الرواة و المؤرخون و أرباب الأدب و البلاغة خلفا عن سلف، و تشتمل على مقدمة و عدة فصول، نذكر منها ما يليق بهذا المختصر.
ففي الفصل الرابع منها قالت (عليها السلام):
و لما اختار اللّه لأبي (صلّى اللّه عليه و آله) دار أنبيائه و مأوى أصفيائه، ظهرت فيكم حسيكة النفاق، و سمل جلباب الدين، و نطق كاظم الغاوين، و نبغ خامل الآفلين، و هدر فنيق المبطلين.
الى آخر الخطبة كما مرّ عن الاحتجاج في هذا الفصل الرقم 4 بتفاوت و زيادة فيه.