قال السيد القزويني في مقدمة خطبة الزهراء (عليها السلام) كلاما منه في سرّ مطالبتها بفدك:
من الممكن أن يقال: إن السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) الزاهدة عن الدنيا و زخارفها و التي كانت بمعزل عن الدنيا و مغريات الحياة، ما الذي دعاها إلى هذه النهضة و إلى هذا السعي المتواصل و الجهود المستمرة في طلب حقوقها؟
و ما سبب هذا الإصرار و المتابعة بطلب فدك و الاهتمام بتلك الأراضي و النخيل، مع ما كانت تتمتّع به السيدة فاطمة (عليها السلام) من علوّ النفس و سموّ المقام؟
و ما الداعي إلى طلب الدنيا التي كانت أزهد عندهم من عفطة عنز، و أحقر من عظم خنزير في فم مجذوم، و أهون من جناح بعوضة؟
و ما الدافع بسيدة نساء العالمين (عليها السلام) أن تتكلّف هذا التكلّف، و تتجشّم هذه الصعوبات المجهدة للمطالبة بأراضيها، و هي تعلم أن مساعيها تبوء بالفشل و أنها لا تستطيع التغلب على الموقف، و لا تتمكن من انتزاع تلك الأراضي من المغتصبين؟
هذه أسئلة يمكن أن تتبادر إلى الأذهان حول الموضوع.
الجواب: أولا: إن السلطة حينما صادرت أموال السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) و جعلتها في ميزانيّة الدولة- بالاصطلاح الحديث-، كان هدفهم تضعيف جانب أهل البيت (عليهم السلام)؛ أرادوا أن يحاربوا عليا (عليه السلام) محاربة اقتصادية؛ أرادوا أن يكون علي (عليه السلام) فقيرا حتى لا يلتف الناس حوله، و لا يكون له شأن على الصعيد الاقتصادي. و هذه سياسة أراد المنافقون