بن يونس، أخبرنا جعفر الأحمر، عن زيد بن علي، عن عمته زينب بنت الحسين (عليها السلام)، قالت:
لما بلغ فاطمة (عليها السلام) إجماع أبي بكر على منعها فدكا، لاثت خمارها و خرجت في حشدة من نسائها و لمّة من قومها، إلى آخره.
و ذكر صاحب بلاغات النساء قبل هذا ما صورته: كلام فاطمة بنت رسول اللّه (عليها السلام)؛ قال أبو الفضل- يعني صاحب الكتاب-: ذكرت لأبي الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب كلام فاطمة (عليها السلام) عند منع أبي بكر إياها فدكا و قلت له: إن هؤلاء يزعمون، إلى آخر ما تقدّم في رواية المرتضى عن المرزباني، إلى قوله: ثم ذكر الحديث ثم قال:
قال: لما أجمع أبو بكر على منع فاطمة بنت رسول اللّه (عليها السلام) فدكا و بلغ فاطمة (عليها السلام)، لاثت خمارها على رأسها، و أقبلت في لمّة من حفدتها ....
ثم قال صاحب بلاغات النساء: و قد ذكر قوم إن أبا العيناء ادعى هذا الكلام، و قد رواه قوم و صحّحوه.
و أقول: الباعث على دعوى أنه لأبي العيناء هو الباعث على دعوى أن نهج البلاغة للشريف الرضي، و كلاهما باطل، لا يلتفت إليه بعد رواية الثقات له و تصحيحهم إياه.
ثم لا يخفى أنه وقع سقط في النسخة المطبوعة من «بلاغات النساء» في هذا الموضع، فإنه افتتح الكلام بقوله: ذكرت لأبي الحسين زيد ...، و صاحب البلاغات لم يدرك زيدا. فلا بد أن يكون حصل هنا سقط. و الذي قال: ذكرت لأبي الحسين زيد هو عبد اللّه بن أبي طاهر، كما مرّ في رواية المرتضى. فيكون صاحب البلاغات قد ساق السند إلى عبد اللّه و سقط من النسخة المطبوعة، و سبب الاشتباه وجود كلمة أبي طاهر في كليهما.
و ممن ذكر هذه الخطبة الطبرسي في الاحتجاج، و نحن نوردها بلفظه، قال: