قال السيد محسن الأمين في ذكر خطبة الزهراء (عليها السلام) بمحضر المهاجرين و الأنصار:
ثم إن فاطمة (عليها السلام) لما منعت فدكا، خطبت خطبة طويلة عظيمة جليلة، غاية في الفصاحة و البلاغة و المتانة و قوة الحجة بمحضر من المهاجرين و الأنصار.
و في كشف الغمة أنها من محاسن الخطب و بدائعها، عليها مسحة من نور النبوة و فيها عبقة من أرج الرسالة، و قد أوردها المؤالف و المخالف؛ قال: و نقلها من كتاب السقيفة لأبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري من نسخة قديمة مقروءة على مؤلفها؛ قرأت عليه في ربيع الآخر سنة 322؛ رواها عن رجاله من عدة طرق ....
و أبو بكر الجوهري هذا من علماء أهل السنة. قال ابن أبي الحديد في شرح النهج أنه عالم محدث كثير الأدب، ثقة ورع، أثنى عليه المحدثون و رووا عنه مصنفاته و غير مصنفاته.
و رواها المرتضى في الشافي، الذي هو ردّ على المغني في الإمامة لقاضي القضاة عبد الجبار المعتزلي. قال المرتضى:
فأما قوله: إن فاطمة (عليها السلام) لما سمعت ذلك- أي حديث نحن معاشر الأنبياء لا نورّث»، كفّت عن الطلب- فأصابت أولا و أصابت آخرا-. فلعمري أنها كفّت عن الطلب الذي هو المنازعة و المشاحنة، لكنها انصرفت مغضبة متظلّمة متظلّمة متألّمة، و الأمر في غضبها و سخطها أظهر من أن يخفى على منصف. فقد روى أكثر الرواة الذين لا يتّهمون بتشيع و لا عصبية فيه من كلامها في تلك الحال و بعد انصرافها عن مقام المنازعة و المطالبة ما يدلّ على ما ذكرناه من سخطها و غضبها، إلى آخر كلام السيد المرتضى.
و قال صاحب كتاب بلاغات النساء أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر- المولود ببغداد سنة 204 و المتوفى سنة 280 ه- في الكتاب المذكور: موسى بن عيسى، أخبرنا عبد اللّه