responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) نویسنده : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    جلد : 13  صفحه : 329

و لا أرث أبي؟ لقد جئت شيئا فريّا. فدونكها مخطومة مرحولة، تلقاك يوم حشرك؛ فنعم الحكم اللّه، و الزعيم محمد (صلّى اللّه عليه و آله)، و الموعد القيامة، «و عند السَّاعَةُ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ‌ و لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَ سَوْفَ تَعْلَمُونَ‌ [1] مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ‌ مُقِيمٌ».

قال: ثم التفتت إلى قبر أبيها فتمثّلت بقول هند بنت أمامة:

قد كان بعدك أنباء و هنبثة * * * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب‌

أبدت رجال لنا نجوى صدورهم‌ * * * لما قضيت و حالت دونك الترب‌

تجهّمتنا رجال و استخفّ بنا * * * إذ غبت عنا فنحن اليوم مغتصب‌

قال: فلم ير الناس أكثر باكيا و باكية منهم يومئذ.

ثم عدلت إلى مسجد الأنصار و قالت:

يا معشر الأنصار، و أعضاد الملة، و حضنة الإسلام! ما هذه الفترة عن نصرتي، و الونيّة عن معونتي، و الغميزة في حقي، و السنة عن ظلامتي؟ أ ما قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله):

«المرء يحفظ في ولده»؟ سرعان ما أحدثتم، و عجلان ما آتيتم!

أ لإن مات رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أمتّم دينه؛ ها إن موته- لعمري- خطب جليل، استوسع وهيه، و استنهر فتقه، و فقد راتقه، و أظلمت الأرض له، و خشعت الجبال، و أكدت الآمال.

أضيع بعده الحريم، و هتكت الحرمة، و أزيلت المصونة، و تلك نازلة أعلن بها كتاب اللّه قبل موته، و أنبأكم بها قبل وفاته، فقال: «وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‌ أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى‌ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ». [2]


[1]. سورة الأنعام: الآية 67.

[2]. سورة آل عمران: الآية 144.

نام کتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) نویسنده : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    جلد : 13  صفحه : 329
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست