قال كمال الدين بن ميثم في شرح كتاب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى عثمان بن حنيف الأنصاري في ذيل شرح قوله: «بلى كانت في أيدينا فدك ...» و إعطائها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) لفاطمة (عليها السلام) و أخذها أبو بكر بعد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) عنها و خطبتها (عليها السلام) في مسجد النبي (صلّى اللّه عليه و آله):
فلما بلغها ذلك، لاثت خمارها و أقبلت في لمّة من حفدتها و نساء قومها، تطأ في ذيولها، حتى دخلت عليه و معه جلّ المهاجرين و الأنصار. فضربت بينها و بينهم قطيفة، ثم أنّت أنّة أجهش لها القوم بالبكاء. ثم أمهلت طويلا حتى سكتوا من فورتهم، و قالت:
أبتدئ بحمد من هو أولى بالحمد و الطول و المجد. الحمد للّه على ما أنعم، و له الشكر بما ألهم.
ثم خطبت خطبة طويلة، قالت في آخرها: فاتقوا اللّه حق تقاته و أطيعوه فيما أمركم، ف «إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ»[1]، و احمدوا اللّه الذي بعظمته و نوره يبتغي من في السماوات و من في الأرض إليه الوسيلة، و نحن وسيلته في خلقه، و نحن خاصّته و محل قدسه، و نحن حجته في غيبه، و نحن ورثة أنبيائه.
ثم قالت: أنا فاطمة بنت محمد؛ أقول عودا على بدء، ما أقول ذلك شرفا و لا شططا.
فاسمعوا بأسماع واعية.
ثم قالت: «لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ». [2] فإن تعزوه تجدوه أبي دون آبائكم، و أخا ابن عمي دون رجالكم.
ثم قالت: ثم أنتم تزعمون أن لا إرث لأبي؟ «أَ فَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ». [3] أيها معشر الملّة! أ في كتاب اللّه أن ترث- يا ابن أبي قحافة- أباك