و يحتمل أن يكون المراد الخروج من المسجد المعبّر عنه ثانيا بالعود، كما قيل، و في رواية السيد مكان عدت: رجعت.
«أضرعت خدّك يوم أضعت حدّك؟ افترست الذئاب، و افترشت التراب»؛ ضرع الرجل مثلّثة: خضع و ذلّ و أضرعه غيره، و إسناد الضراعة إلى الخذلان أظهر أفرادها وضع الخدّ على التراب، أو لأن الذلّ يظهر في الوجه. و إضاعة الشيء و تضييعه: إهماله و إهلاكه.
وحد الرجل بالحاء المهملة: بأسه و بطشه، و في بعض النسخ بالجيم، أي تركت اهتمامك و سعيك. و في رواية السيد: فقد أضعت جدك يوم أصرعت خدّك. و فرس الأسد فريسته كضرب و افترسها: دقّ عنقها، و يستعمل في كل قتل، و يمكن أن يقرأ بصيغة الغائب، فالذئاب مرفوع، و المعنى: قعدت عن طلب الخلافة و لزمت الأرض مع أنك أسد اللّه، و الخلافة كانت فريستك حتى افترسها و أخذها الذئب الغاصب لها.
و يحتمل أن يكون بصيغة الخطاب، أي كنت تفترس الذئاب و اليوم افترشت التراب. و في بعض النسخ: الذباب بالباءين الموحّدتين، جمع ذبابة، فيتعيّن الأول.
و في بعضها: افترست الذئاب و افترستك الذئاب. و في رواية السيد مكانهما: و توسدت الوراء كالوزغ و مسّتك الهناة و النزغ. و الوراء بمعنى خلف. و الهناة: الشدة و الفتنة.
و النزغ: الطعن و الفساد.
«ما كففت قائلا و لا أغنيت باطلا و لا خيار لي، ليتني متّ قبل هينتي و دون زلّتي»؛ الكفّ:
المنع. و الإغناء: الصرف و الكفّ؛ يقال: أغن عني شرّك: أي أصرفه و كفّه، و به فسّر قوله سبحانه: «إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً». [1]
و في رواية السيد: و لا أغنيت طائلا، و هو أظهر. قال الجوهري: يقال: هذا أمر طائل فيه، إذا لم يكن فيه غناء و مزيّة. فالمراد بالغناء: النفع، و يقال: ما يغني عنك هذا أي ما يجديك و ما ينفعك.