«هذا ابن أبي قحافة يبتزّني نحيلة أبي، و بلغة ابنيّ، لقد أجهر في خصامي، و ألفيته ألدّ في كلامي»؛ قحافة بضمّ القاف و تخفيف المهملة. و الابتزاز: الاستلاب و أخذ الشيء بقهر و غلبة من البز بمعنى السلب. و النحيلة فعيلة بمعنى مفعول من النحلة بالكسر: بمعنى الهبة و العطية عن طيبة نفس من غير مطالبة أو من غير عوض. و البلغة بالضمّ: ما يتبلّغ به من العيش و يكتفي به، و في أكثر النسخ: بليغة بالتصغير، فالتصغير في النحيلة أيضا أنسب.
و ابنيّ: إما بتخفيف الياء فالمراد به الجنس، أو تشديدها على التثنية. و إظهار الشيء:
إعلانه. و الخصام: مصدر كالمخاصمة، و يحتمل أن يكون جمع خصم، أي أجهر العداوة أو الكلام لي بين الخصام، و الأول أظهر. و ألفيته: أي وجدته. و الألدّ: شديد الخصومة و ليس فعلا ماضيا، فإن فعله على بناء المجرد، و الإضافة في «كلامي» إما من قبيل الإضافة إلى المخاطب أو إلى المتكلم، و في: للظرفية أو السببية.
و في رواية السيد: هذا بني أبي قحافة، إلى قوله: لقد أجهد في ظلامتي و ألدّ في خصامتي؛ قال الجزري: يقال جهد الرجل في الأمر: إذا جدّ و بالغ فيه، و أجهد دابته: إذا حمل عليها في السير فوق طاقتها.
«حتى حبستني قيلة نصرها، و المهاجرة وصلها، و غضّت الجماعة دوني طرفها، فلا دافع و لا مانع»؛ قيلة بالفتح: اسم أمّ قديمة لقبيلتي الأنصار، و المراد: بنو قيلة. و في رواية السيد: حين منعتنى الأنصار نصرها، و موصوف المهاجرة: الطائفة أو نحوها، و المراد بوصلها: عونها.
و الطرف بالفتح: العين. و غضّه: خفظه. و في رواية السيد بعد قولها: و لا مانع: و لا ناصر و لا شافع.
«خرجت كاظمة وعدت راغمة»؛ كظم الغيظ: تجرّعه و الصبر عليه. و رغم فلان بالفتح: إذا ذلّ و عجز عن الانتصاف ممن ظلمه، و الظاهر من الخروج، الخروج من البيت و هو لا يناسب كاظمة، إلا أن يراد بها الامتلاء من الغيظ، فإنه من لوازم الكظم،