و في رواية السيد: مشيمة الجنين، و هي محلّ الولد في الرحم، و لعله أظهر.
و الجنين: الولد ما دام في البطن. و الحجرة بالضمّ: حظيرة الإبل، و منه حجرة الدار.
و الظنين: المتّهم، و المعنى اختفيت عن الناس كالجنين و قعدت عن طلب الحق و نزلت منزلة الخائف المتهم.
و في رواية السيد: الحجزة بالزاء المعجمة، و في بعض النسخ: قعدت حجزة الظنين، و قال في النهاية: الحجزة: موضع شدّ الإزار. ثم قيل للإزار: حجزة للمجاورة، و في القاموس: الحجزة بالضم: معقد الإزار، و من الفرس مركب مؤخّر الصفاق بالحقو، و قال: شدة الحجزة: كناية عن الصبر.
«نقضت قادمة الأجدل، فخانك ريش الأعزل؟»؛ قوادم الطير: مقاديم ريشه و هي عشر في كل جناح، واحدتها قادمة. و الأجدل: الصقر. و الأعزل: الذي لا سلاح معه؛ قيل:
لعلها (عليها السلام) شبّهت الصقر الذي نقضت قوادمه بمن لا سلاح له، و المعنى تركت طلب الخلافة في أول الأمر قبل أن يتمكّنوا منها و يشيّدوا أركانها، و ظننت أن الناس لا يرون غيرك أهلا للخلافة، و لا يقدّمون عليك أحدا، فكنت كمن يتوقّع الطيران من صقر منقوضة القوادم.
أقول: و يحتمل أن يكون المراد أنك نازلت الأبطال و خضت الأهوال و لم تبال بكثرة الرجال حتى نقضت شوكتهم، و اليوم غلبت من هؤلاء الضعفاء و الأرذال و سلّمت لهم الأمر و لا تنازعهم؟! و على هذا، الأظهر أنه كان في الأصل: خاتك بالتاء المثنّاة الفوقانية، فصحف. قال الجوهري: خات البازي و اختات: أي انقضّ ليأخذه، و قال الشاعر:
يخوتون أخرى القوم خوت الأجادل ...
و الخائتة: العقاب إذا انقضّت فسمعت صوت انقضاضها، و الخوات، دويّ جناح العقاب، و الخوّات بالتشديد: الرجل الجري، و في رواية السيد: نفضت بالفاء و هو يؤيّد المعنى الأول.