معاشر المسلمة المسرعة إلى قيل الباطل، المغضية على الفعل الخاسر! «أَ فَلا تتدبّرون الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها»؟ [1] كلّا، بل ران على قلوبكم بتتابع سيئاتكم، فأخذ بسمعكم و أبصاركم، و لبئس ما تأوّلتم، و ساء ما به أشرتم، و شرّ ما منه اعتصمتم؛ لتجدنّ و اللّه محلها ثقيلا، و غيّها وبيلا، إذا كشف لكم الغطاء، و بان و زادويه الصراط، و بدا لكم من ربكم ما لم تكونوا تحتسبون، «وَ خَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ». [2]
ثم قالت للأنصار: معاشر النقباء و أعضاد البقية و أنصار الدين و الملة و حضنة الإسلام! ما هذه الغميزة في حقي و الإعراض عن ظلامتي؟! أ ما كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) قال:
«المرء يحفظ في ولده»؟ لسرعان ما أحدثتم و عجلان ذا إهالة و بكم ما حاورت طاقة! أ تقولون مات محمد (صلّى اللّه عليه و آله)؟ فخطب- لعمري- جليل استوسع وهيه و استهتر، و أظلمت لديكم و اللّه الأرض، و تكدّرت الصفوة، و احليت القرحة، و تقرحت السلعة، و الثابت خيرة اللّه، و خشعت الجبال، و أكدت الآمال، وضيع الحريم، و أديلت المحرمة؛ هي و اللّه النازلة الكبرى و المصيبة العظمى، لا مثلها نازلة و لا بائقة عاجلة، أعلن بها كتاب اللّه في أفنيتكم، ممساكم و مصحبكم هتافا و صراخا و تلاوة و الحابا، و لقبله ما حلّ أنبياء اللّه و رسله، حكم فصل و قضاء حتم: «وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ ... الشَّاكِرِينَ». [3]
أ بني قيلة! أهضم تراث أبي و أنتم بمرأى مني و مسمع؟ تمسّكم الدعوة و يشملكم الخبر؟ و فيكم العدة و العدد، و بكم الدار و الجنن. تقرع صيحتي آذانكم فلا تجيبون،