للّه فيكم عهد قدّمه إليكم، و بقية استخلفها عليكم، كتاب اللّه؛ بيّنة بصائره، و آي منكشفة سرائره، و برهان متجلية ظواهره، مديم للبرية استماعه، و قائد إلى الرضوان اتباعه، مؤدّيا إلى النجاة أشياعه؛ فيه تبيان حجج اللّه المنورة، و محارمه المحدودة، و فضائله المندوبة، و جمله الكافية، و رخصه الموهبة، و شرائعه المكتوبة، و بيّناته الخالية.
ففرض اللّه الإيمان تطهيرا من الشرك، و الصلاة تنزيها عن الكبر، و الزكاة زيادة في الرزق، و الصيام تبيينا للإخلاص، و الحجّ تسنية للدين، و العدل تسكينا للقلوب، و الطاعة نظاما للملة، و الإمامة لما من الفرقة، و الجهاد عزّا للإسلام، و الصبر معونة على الاستيجاب، و الأمر بالمعروف مصلحة للعامة، و برّ الوالدين وقاية عن السخطة، وصلة الأرحام منماة للعدد، و القصاص حقنا للدماء، و الوفاء بالنذر تعريضا للمغفرة، و توفية المكاييل و الموازين تغييرا للبخسة، و قذف المحصنات حجبا عن اللعنة، و ترك السرقة إيجابا للعفة، و أكل أموال اليتامى إجارة من الظلم، و العدل في الأحكام إيناسا للرعية و حرّم اللّه الشرك إخلاصا بالربوبية. فاتقوا اللّه حق تقاته فيما أمركم اللّه به، و انتهوا عمّا نهاكم عنه.
و الخطبة طويلة، أخذنا منها موضع الحاجة.
المصادر:
1. من لا يحضره الفقيه: ج 3 ص 372 ح 1754.
2. وسائل الشيعة: ج 1 ص 14 ح 22، عن من لا يحضره الفقيه.
الأسانيد:
في من لا يحضره الفقيه: روى عن إسماعيل بن مهران، عن أحمد بن محمد، عن جابر، عن زينب بنت علي، قالت: قالت فاطمة (عليها السلام).