لما اجتمع رأي أبي بكر على منع فاطمة (عليها السلام) فدك و العوالي و آيست من إجابته لها، عدلت إلى قبر أبيها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، فألقت نفسها عليه و شكت إليه ما فعله القوم بها، و بكت حتى بلّت تربته بدموعها و ندبته. ثم قالت في آخر ندبتها:
قد كان بعدك أنباء و هنبثة * * * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * * * و اختلّ قومك فاشهدهم فقد نكبوا
قد كان جبريل بالآيات يؤنسنا * * * فغبت عنا فكل الخير محتجب
فكنت بدرا و نورا يستضاء به * * * عليك ينزل من ذي العزة الكتب
تجهّمتنا رجال و استخفّ بنا * * * بعد النبي و كل الخير مغتصب
سيعلم المتولّي ظلم حامّتنا * * * يوم القيامة أنّى سوف ينقلب
فقد لقينا الذي لم يلقه أحد * * * من البرية لا عجم و لا عرب
فسوف نبكيك ما عشنا و ما بقيت * * * لنا العيون بتهمال له سكب
في الأمالى: أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي، قال: أخبرنا أبو عبد اللّه [جعفر محمد بن جعفر الحسني، قال: حدثنا عيسى بن مهران، عن يونس، عن عبد اللّه محمد بن سليمان الهاشمي، عن أبيه، عن جده، عن زينب بنت علي بن أبي طالب (عليها السلام)، قالت.