و لا حظّ؟ «أَ فَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ». [1]
ويها معشر المسلمة! أ أبتزّ إرثيه؟ أ في كتاب اللّه أن ترث أباك و لا أرث أبيه؟ لقد جئت شيئا فريا.
جرأة منكم علي قطيعة الرحم و نكث العهد؛ فعلي عمد ما تركتم كتاب اللّه بين أظهركم و نبذتموه.
فدونكها مرحولة مزمومة، تكون معك في قبرك، و تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم اللّه، و نعم الزعيم محمد (صلّى اللّه عليه و آله)، و الموعد القيامة، «و عند السَّاعَةُ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ»، و «لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَ سَوْفَ تَعْلَمُونَ». [2]
ثم عدلت إلي مجلس الأنصار فقالت:
يا معشر الفئة، و أعضاد الملة، و حضنة الإسلام! ما هذه الغميزة في حقي، و السّنة عن ظلامتي؟ أ ما قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): «المرء يحفظ في ولده»؟ لسرعان ما أحدثتم و عجلان ذا إهالة!
أ تقولون: مات محمد؟ لعمري، خطب جليل استوسع وهيه، و استنهر فتقه، و فقد راتقه، و أظلمت الأرض لغيبته، و اكتأبت خيرة اللّه لمصيبته، و خشعت الجبال، و أكدت الآمال، و أضيع الحريم، و أذيلت الحرمة؛ فتلك نازلة علن بها كتاب اللّه في أفنيتكم، ممساكم و مصبحكم، هتافا هتافا؛ «وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ». [3]