responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) نویسنده : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    جلد : 13  صفحه : 264

تشربون الطرق، و تقتاتون القدّ، أذلّة خاشعين، يتخطّفكم الناس من حولكم.

فأنقذكم اللّه بنبيه (صلّى اللّه عليه و آله)، بعد اللتيا و التي، و بعد ما مني ببهم الرجال، و ذؤبان العرب، و مردة أهل الكتاب؛ «كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ» [1]، أو نجم قرن للضلالة أو فغرت فاغرة للمشركين، قذف أخاه عليا في لهواتها؛ فلا ينكفئ حتى يطأ ضماخها بأخمصه، و يخمد لهبها بحده، مكظوظا في طاعة اللّه و طاعة رسوله (صلّى اللّه عليه و آله)، مشمّرا ناصحا مجدّا كادحا، و أنتم في بلهنية وادعون، و في رفاهية فكهون؛ تأكلون العفو، و تشربون الصفو، و تتوكّفون الأخبار، و تنكصون عند النزال.

فلما اختار اللّه لنبيه (صلّى اللّه عليه و آله) دار أنبيائه و محل أصفيائه، ظهرت حسيكة النفاق، و انسمل جلباب الدين، و أخلق عهده، و انتقض عقده، و نطق كاظم، و نبغ خامل، و هدر فنيق الباطل.

يخطر في عرصاتكم، و أطلع الشيطان رأسه من مغرزه، صارخا بكم، فألفاكم لدعوته مصيخين، و للغرّة ملاحظين، و استنهضكم فوجدكم خفافا، و أحمشكم فألفاكم غضابا.

فخطمتم غير إبلكم، و أوردتموها غير شربكم؛ بدارا زعمتم خوف الفتنة، «أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ». [2]

هذا، و العهد قريب، و الكلم رحيب، و الجرح لمّا يندمل، و الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) لمّا يقبر.

هيهات منكم و أين بكم و أنّى تؤفكون؟ و كتاب اللّه بين أظهركم؛ زواجره قاهرة، و أوامره لائحة، و أدلّته واضحة، و أعلامه بيّنة، أرغبة- و يحكم- عنه؟ «بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا». [3]

ثم لم تريثوا بعد اجتهاد، إلا ريثما سكنت نفرتها، و أسلس قيادها؛ تسرّون حسوا في ارتغاء، و نحن نصبر منكم علي مثل وخز المدى، و أنتم الآن تزعمون أن لا إرث لنا،


[1]. سورة المائدة: الآية 64.

[2]. سورة التوبة: الآية 49.

[3]. سورة الكهف: الآية 50.

نام کتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) نویسنده : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    جلد : 13  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست