هذا، و العهد قريب، و الكلم رحيب، و الجرح لمّا يندمل، و الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) لمّا يقبر، ابتدار زعمتم خوف الفتنة؟ «أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ». [1]
فهيهات منكم و كيف بكم و «فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ»؟ [2] و كتاب اللّه بين أظهركم؛ أموره ظاهرة، و أحكامه زاهرة و أعلامه باهرة و زواجره و أوامره واضحة. خلّفتموه وراء ظهوركم.
ثم لم تلبثوا إلّا ريث أن تسكن نفرتها، و يسلس قيادها، ثم أخذتم تورون وقدتها، تهيّجون جمرتها، و تستجيبون لهتاف الشيطان الغويّ، و إطفاء أنوار الدين الجليّ، و إهماد سنن النبي الصفيّ (صلّى اللّه عليه و آله)؛ تشربون حوا فى ارتقاء، تمشون لأهله و ولده في الجهراء و الضرّاء، و يصبر منكم على مثل جزّ المدى و حزّ السنان في الحشا دمهم، و أنتم الآن تزعمون لا إرث لنا! أ فحكم الجاهلية تبغون؟ «وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ا فلا تعلمون». [5] بلى تجلّى لكم كالشمس الضاحية أني ابنته.
أيها المسلمون! أغلب في إرثيه؟ يا ابن أبي قحافة! أ في كتاب اللّه أن ترث أباك و لا أرث أبي؟ لقد جئت شيئا فريا! أ فعلي عمد تركتم كتاب اللّه و نبذتموه وراء ظهوركم؟ إذ يقول: «وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ»[6]، و قال فيما اقتصّ من خبر يحيى بن زكريا إذ قال: «فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ»[7]، و قال: «أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ»[8]، و قال: «يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ»[9]،