هذا، ثم لم تبرحوا ريثا- و قال بعضهم: هذا و لم يريثوا أختها الاريث- أن تسكن نفرتها، و يسلس قيادها. ثم أخذتم تورون و قدتها، تهيّجون جمرتها، تشربون حسوا في ارتغاء، و تمشون لأهله و ولده في الحمر و الضراء، و نصبر منكم على مثل حزّ المدى و وخز السنان في الحشاء.
ثم أنتم أولاء تزعمون أن لا ارث ليه؟ أ فعلي عمد تركتم كتاب اللّه و نبذتموه وراء ظهوركم؛ يقول اللّه جل ثناؤه: «وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ»[3]، معما اقتص من خبر يحيى و زكريا إذ قال: «رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَ اجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا»[4]، و قال تبارك و تعالى: «يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ». [5]
فزعمتم أن لا حظّ لي و لا إرث لي من أبيه؛ أ فحكم اللّه بآية أخرج أبي منها؟ أم تقولون أهل ملتين لا يتوارثان؟ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن و عمومه من أبي (صلّى اللّه عليه و آله)؟
أيها معاشر المسلمة! أ أبتزّ إرثيه؟ اللّه أن ترث أباك و لا أرث أبيه؟ لقد جئتم شيئا فريّا! فدونكها مرحولة مخطومة مزمومة، تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم اللّه، و الزعيم محمد (صلّى اللّه عليه و آله)، و الموعد القيامة، «و عند السَّاعَةُ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ ما تُوعَدُونَ و لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَ يَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ». [7]