و قولها: «فنكصتم بعد الإقدام»؛ النكوص: الإحجام عن الشيء؛ يقال لمن أراد أمرا ثم رجع عنه: نكص على عقبيه.
و قولها: «نكثوا أيمانهم»؛ نكث اليمين و نكث العهد و العقد: حلّه من بعد أن عقد و أبرم، و كذلك النقض؛ قال اللّه عز و جل: «فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ»[1]، و قال أيضا: «وَ لا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها»[2]، و قال: «وَ لا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ». [3] قيل: إن ذلك ضرب مثلا لامرأة حمقاء كانت تغزل الغزل، ثم تفتله على خلاف ما فتلته إذا غزلته، فينحلّ و يفسد ذلك النكث، و النكيثة اسم.
و قولها: «لقد قلت ما قلت على علم مني بالخذلان الذي خامر صدوركم و استفزّ قلوبكم»؛ خامر صدوركم: خالطها؛ يقال منه: خامره الداء: إذا خالط جوفه، و كلما يخمر بالماء يقال: اختمر، إذا خالطه يختمر به من طعم أو ريح لم يكن قبل ذلك فيه.
و استفزّ- استفعل-: من الإفزاز، و الإفزاز: الإفزاع و الذعر، و يقال: استفزّ الرجل حتى ألقي في الجهل، و استفزّ حتى أخرج من داره: بمعنى خوّف و أفزع حتى فعل ذلك.
و قولها: «لبثة الصدر و بعثة الغيظ»؛ فبثة الصدر: خروج ما في القلب و الحديث به، و أصل البثّ: تفريق الأشياء، كبث الخيل في الغارة و بثّ الكلاب للصيد، و خلق اللّه الخلق و بثّهم في الأرض، و تقول: أبثّه الحديث إبثاثا فأنا مبثّة و الحديث مبثّ؛ تقول (عليها السلام):
و لكنني بثثت ما في الصدر، و البثّ أيضا شدة الحزن، قيل: لأن صاحبه لا يصير حتى يبثّه: أي يشكوه؛ قال اللّه عز و جل حكاية عن يعقوب: «إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَ حُزْنِي إِلَى اللَّهِ»[4]، و قد يكون قولها أيضا في هذا إنها تبثّ ما في قلبها من الغم بما ذكرته و إن كانت تعلم أن ذلك لا يصرفهم عما هم عليه.