و قولها: «اهتضم تراث أبي»؛ تقول: أنقص ميراث أبي، و يقال منه: هضمت حقي أي انتقصته، و هضمت من حقي طائفة: أي تركتها، و الهضام: الذي يترك من حقه و يعطي غيره؛ يقال: قد هضم له من حقه؛ قال لبيد:
و مقسّم يعطي العشيرة حقها * * * و معدلم لحقوقها هضامها
و التراث تاؤه واو و هو تركه الميراث و لا يجمع كما يجمع الميراث، فيقال: تواريث.
و قولها: «و أنتم نخبة اللّه التي انتخب لدينه»؛ و النخبة: الخيرة لما اختير و استخلص، نخبة و نخابة، و هو مصدر النخيب: المختار المستخلص المصطفى اختيارا على غيره، و تنخب: اختار و استخلص.
و قولها: «فنابذتم العرب و كافحتم الأمم»؛ المنابذة: انتباذ الفريقين للحرب؛ تقول:
نبذت إليهم الحرب على سواء: أي نابذناهم الحرب، و النبذ طرحك الشيء، و المنبوذ:
ولد الزنا الذي تنبذه أمه، أي تطرحه ليخفي أمرها. فكأن المنابذة طرح ما بين الفريقين من الصلح و الاتفاق بين بعضهم و بعض.
و المكافحة في الحرب: المضاربة تلقاء الوجوه؛ قال الشاعر:
تكافح لو حات الهواجر بالضحى * * * مكافحة للمنخرين و للفم
و قولها: «و خبت نيران الباطل»؛ الخبو: سكون لهب النار، و خبت النار: إذا سكنت، و خبت الحرب كذلك، و خبت النار تخبو خبوا: إذا طفأت.
و قولها: «و استوسق نظام الدين»؛ تقول: اجتمع و انضمّ بعضه إلى بعض، و الوسق:
ضمّك الشيء بعضه إلى بعض، و الاتساق: الانضمام و الاستواء، و يقال: استوسقت الإبل: إذا اجتمعت و انضمّت، و استوسق النظام كذلك. و هذا مثل ضربته لاجتماع المؤمنين و ألفتهم على إقامة دين اللّه عز و جل في حياة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).