قولها: «فخطب جليل استوسع وهيه»؛ فالخطب: الأمر؛ يقال: ما خطبك: أي ما أمرك، و يقال: هذا خطب جليل و خطب يسير و الجمع خطوب؛ قال اللّه تعالى: «فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ». [1]
و استوسع و هيه: أي اتسع ما و هي من أجله، تعني مصاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و ما و هي من أجله من الأمر و اتسع وهيه لذلك.
و قولها: «و استشمر فتقه لفقدان راتقه»؛ يقال منه: رتق الفتق إذا لحمه و أصلحه، تعني فقدان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) الذي كان يرتق ما انفتق من الأمور.
و قولها: «و اكتأبت خيرة اللّه في خلقه»؛ تعني بموت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و الكابة من الهمة و الانكسار من الحزن في الوجه خاصة؛ تقول: كئب الرجل، و الكئب كآبة، يوقف الألف، و كآبة بالمد.
و قولها: «و أكدت الآمال»؛ تقول: انقطعت؛ قال اللّه عز و جل: «وَ أَعْطى قَلِيلًا وَ أَكْدى»[2]، أي قطع ما كان يعطيه، و قد قيل: إن المعطي إذا أعطى عطاء نزرا قليلا قيل: أكدى، و الأول أشبه بالمعنى، و يقال: فلان قد بلغ الناس كديّته: أي إنه كان يعطي ثم أمسك؛ قالت الخنساء:
فتى الفتيان ما بلغوا كداها
و قولها: «إيها بني قيلة»؛ فهو من الدعاء المنسوب، تقول: يا بني قيلة، تعني الأنصار، و هم الأوس و الخزرج ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن امرؤ القيس بن مادر بن حبد اللّه بن الأمرد بن عوف بن نبتة بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ، و هما ابنا قيلة، و هم الأنصار، نسبوا إلى أمهم.