بخصوص القرآن و عمومه من النبي (صلّى اللّه عليه و آله)؟ «أَ فَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ»؟ [1] أ أغلب على إرثي جورا و ظلما؟ «وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ». [2]
و ذكر أنها لما فرغت من كلام أبي بكر و المهاجرين، عدلت إلى مجلس الأنصار فقالت:
معشر البقية و أعضاد الملة و حصون الإسلام! ما هذه الغميرة في حقي و السنة عن ظلامتي؟ أ ما قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): «المرء يحفظ في ولده»؟ سرعان ما أجدبتم فأكديتم، و عجلان ذا إهانة تقولون: مات رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)! فخطب جليل استوسع وهيه، و استنهر فتقه، و بعد وقته، و أظلمت الأرض لغيبته، و اكتأبت خيرة اللّه لمصيبته، و خشعت الجبال، و أكدت الآمال، و أضيع الحريم، و أذيلت الحرمة عند مماته (صلّى اللّه عليه و آله)، و تلك نازل علينا بها كتاب اللّه في أفنيتكم في ممساكم و مصبحكم؛ يهتف بها في أسماعكم، و قبله حلّت بأنبياء اللّه عز و جل و رسله؛ «وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ». [3]
أيها بني قيلة! أ أهضم تراث أبيه [4] و أنتم بمرأى و مسمع؟ تلبسكم الدعوة، و تمثّلكم الحيرة، و فيكم العدد و العدة، و لكم الدار، و عندكم الجنن، و أنتم الألى [5] نخبة اللّه التي انتخب لدينه، و أنصار رسوله (صلّى اللّه عليه و آله)، و أهل الإسلام، و الخيرة التي اختار لنا أهل البيت.
فباديتم العرب، و ناهضتم الأمم، و كافحتم البهم؛ لا نبرح نأمركم و تأمرون حتى دارت لكم بنا رحى الإسلام، و درّ حلب الأنام، و خضعت نعرة الشرك، و باخت نيران الحرب، و هدأت دعوة الهرج، و استوسق نظام الدين.