responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) نویسنده : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    جلد : 13  صفحه : 176

يجذّ الأصنام و ينكت الهام، و حتى انهزم الجمع و ولّوا الدبر، و حتى تفرّى الليل عن صبحه، و أسفر الحق عن محضه، و نطق زعيم الدين، و هدأت فورة الكفر، و خرست شقاشق الشيطان، و فهتم بكلمة الإخلاص، «وَ كُنْتُمْ عَلى‌ شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ». [1]

فأنقذكم منها نبيه (صلّى اللّه عليه و آله)؛ تعبدون الأصنام، و تستقسمون بالأزلام، مذقة الشارب، و نهزة الطامع، و قبسة العجلان، و موطئ الأقدام؛ تشربون الرنق، و تقتاتون القدد، أذلّة خاشعين؛ تخافون أن يتخطّفكم الناس من حولكم. فأنقذكم به بعد اللتيا و اللتي و بعد ما مني ببهم الرجال و ذؤبان العرب؛ «كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ» [2]، و كلّما نجم قرن الضلالة أو فغرت فاغرة للمشركين قذف أخاه في لهواتها، فلا ينكفئ حتى يطأ صماخها بأخمصه، و يخمد لهبها بحدّه؛ مكدودا في ذات اللّه، قريبا من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، سيدا في أولياء اللّه و أنتم في بلهنية آمنون، وادعون فرحون؛ تتوكّفون الأخبار، و تنكصون عند النزال على الأعقاب، حتى أقام اللّه بمحمد (صلّى اللّه عليه و آله) عمود الدين.

و لما اختار له اللّه عز و جل دار أنبيائه و مأوى أصفيائه، ظهرت حسيكة النفاق و سمل جلباب الدين و أخلق ثوبه و نحل عظمه و أودت رمّته، و ظهر نابغ، و نبغ خامل، و نطق كاظم، و هدر فنيق الباطل.

يخطر في عرصاتكم، و اطّلع الشيطان رأسه من مغرزه، صارخا بكم. فألفاكم غضابا فحطمتم غير إبلكم و أوردتموها غير شربكم بدارا.

زعمتم خوف الفتنة؟ «أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا، وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ». [3] هذا و العهد قريب و الكلم رحيب و الجراح لمّا يندمل.

فهيهات منكم و أين بكم و أنّى تؤفكون؟ و كتاب اللّه بين أظهركم؛ زواجره لائحة، و أوامره لامحة، و دلائله واضحة، و أعلامه بيّنة، و قد خالفتموه رغبة عنه. ف «بِئْسَ‌


[1]. سورة آل عمران: الآية 103.

[2]. سورة المائدة: الآية 64.

[3]. سورة التوبة: الآية 49.

نام کتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) نویسنده : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    جلد : 13  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست