responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) نویسنده : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    جلد : 13  صفحه : 174

و أشهد أن لا إله إلا اللّه، كلمة جعل الإخلاص تأويلها، و ضمّن القلوب موصولها، و أبان في الفكر معقولها؛ الممتنع من الأبصار رؤيته، و من الألسن صفته، و من الأوهام الإحاطة به.

ابتدع الأشياء لا من شي‌ء كان قبله، و أنشأها بلا احتذاء مثله؛ وضعها لغير فائدة زادته إظهارا لقدرته، و تعبّدا لبريته، و إعزازا لأهل دعوته. ثم جعل الثواب على طاعته، و وضع العقاب على معصيته، زيادة لعباده عن نقمته، و حياشة لهم إلى جنته.

و أشهد أن أبي محمدا عبده و رسوله؛ اختاره قبل أن يبعثه، و سمّاه قبل أن يستنجبه، إذ الخلائق في الغيب مكنونة، و بسدّ الأوهام مصونة، و بنهاية العدم مقرونة، علما من اللّه في غامض الأمور، و إحاطة من وراء حادثة الدهور، و معرفة بموقع المقدور.

ابتعثه اللّه إتماما لعلمه، و عزيمة على إمضاء حكمه، فرأى الأمم فرقا في أديانها، عكّفا على نيرانها، عابدة لأوثانها، منكرة للّه مع عرفانها؛ فأنار اللّه بمحمد (صلّى اللّه عليه و آله) ظلمها و فرّج عن القلوب شبهها، و جلا عن الأبصار غممها، و عن الأنفس عمهها.

ثم قبضه اللّه إليه قبض رأفة و رحمة و اختيار، و رغبة لمحمد عن تعب هذه الدار، موضوعا عنه أعباء الأوزار، محفوة بالملائكة الأبرار و رضوان الرب الغفّار، و مجاورة الملك الجبار؛ أمينه على الوحي و صفيّه و رضيّه و خيرته من خلقه و نجيّه؛ فعليه الصلاة و السلام و رحمة اللّه و بركاته.

ثم التفتت إلى أهل المسجد فقالت للمهاجرين و الأنصار:

و أنتم عباد اللّه نصب أمره و نهيه، و حملة دينه و وحيه، و أمناء اللّه على أنفسكم، و بلغاؤه إلى الأمم؛ زعيم اللّه فيكم، و عهد قدم إليكم.

و بقية استخلفها عليكم؛ كتاب اللّه بينة بصائره، و آية منكشفة سرائره و برهانه، متجلّية ظواهره، مديم للبرية استمامه، قائد إلى الرضوان أتباعه، مؤد إلى النجاة أشياعه؛ فيه تبيان حجج اللّه المنيرة، و مواعظه المكرّرة، و عزائمه المفسّرة، و محارمه المحذّرة،

نام کتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) نویسنده : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    جلد : 13  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست