عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن عمته زينب بنت أمير المؤمنين (عليهم السلام)، قالت:
لما أجمع أبو بكر على منع فاطمة (عليها السلام) فدكا و انصرف عاملها منها، لاثت خمارها، ثم أقبلت في لمّة من حفدتها و نساء قومها، تطأ أذيالها، ما تخرم مشية رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) حتى دخلت على أبي بكر و قد حفل حوله المهاجرون و الأنصار.
فنيطت دونها ملاءة، فأنّت أنّة أجهش لها القوم بالبكاء. ثم أمهلت حتى هدأت فورتهم و سكنت روعتهم، افتتحت الكلام فقالت:
أبتدئ بالحمد لمن هو أولى بالحمد و المجد و الطول؛ الحمد للّه على ما أنعم و له الشكر على ما ألهم، و الثناء على ما قدم من عموم نعم ابتدأها، و سبوغ آلاء أسداها، و إحسان متن والاها، جمّ عن الإحصاء عددها، و نأى عن المجاراة أمدها، و تفاوت عن الإدراك أبدها، استدعى الشكور بإفضالها، و استحمد إلى الخلائق بأجزالها، و أمر بالندب إلى أمثالها.