2. باقي المصادر على ما في الفصل الثاني من المجلد العاشر رقم 3.
10 المتن:
أقول: يعرف عظم ما جرى على الزهراء (عليها السلام) و شدة الضربة على أضلاعها من قول رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في حديث سليم:
ثم أقبل على ابنته فقال: إنك أول من يلحقني من أهل بيتي و أنت سيدة نساء أهل الجنة، و سترين بعدي ظلما و غيظا حتى تضربي و يكسر ضلع من أضلاعك ....
و ليعلم إن كسر الضلع قليلا ما يتّفق، فإن العوارض العادية لا يقدر أن يكسرها لانسجامها و ما التفّت جوانبها التي يقيها من الصدمات، إلا الضربات و اللطمات المنكرة.
قال أبو علي الحسين بن سينا في تشريح الأضلاع:
الأضلاع وقاية لما تحيط به من آلات التنفس و أعالي آلات الغذاء، و لم يجعل عظما واحدا لئلا تثقل و لئلا تعمّ آفة إن عرضت، و ليسهل الانبساط إذا زادت الحاجة على ما في الطبع أو امتلأت الأحشاء من الغذاء و النفخ؛ فاحتيج إلى ما كان أوسع للهواء المجتذب و ليتخللها عضل الصدر المعينة في أفعال التنفس و ما يتصل به، و لما كان الصدر يحيط بالرئة و القلب و ما معهما من الأعضاء وجب أن يحتاط في وقايتهما أشد الاحتياط، فإن تأثير الآفات العارضة لها أعظم، و مع ذلك فإن تحصينها من جميع الجهات لا يضيق عليها و لا يضرّها.