لما أسري بالنبي (صلّى اللّه عليه و آله) إلى السماء قيل له: إن اللّه تبارك و تعالى يختبرك في ثلاث لينظر كيف صبرك؛ قيل له:
أولهن الجوع و الأثرة على نفسك و على أهلك لأهل الحاجة. قال: قبلت يا رب و رضيت و سلّمت و منك التوفيق و الصبر.
و أما الثانية: فالتكذيب و الخوف الشديد و بذلك مهجتك في محاربة أهل الكفر بما لك و نفسك و الصبر على ما يصيبك منهم من الأذى من أهل النفاق و الألم و الحرب و الجراح. قال: قبلت يا رب و رضيت و سلّمت و منك التوفيق و الصبر.
و أما الثالثة: مما يلقى أهل بيتك من بعدك من القتل؛ أما أخوك علي (عليه السلام) فيلقى من أمتك الشتم و التعنيف و التوبيخ و الحرمان و الجحد و الظلم، و آخر ذلك القتل. فقال: يا رب قبلت و رضيت و منك التوفيق و الصبر.
و أما ابنتك فتظلم و تحرم و يؤخذ حقها غصبا الذي تجعله لها، و تضرب و هي حامل و يدخل عليها و على حريمها و منزلها بغير إذن، ثم يمسّها هوان و ذل، ثم لا تجد مانعا تطرح ما في بطنها من الضرب و تموت من ذلك الضرب. قلت: إنا للّه و إنا إليه راجعون؛ قبلت يا رب و سلّمت و منك التوفيق و الصبر ...