responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) نویسنده : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    جلد : 10  صفحه : 286

فهلّا كان علي (عليه السلام)- كابن عبادة- حريّا في نظر ابن الخطاب بالقتل، حتى لا تكون فتنة و لا يكون انقسام؟!

كان هذا أولى بعنف عمر إلى جانب غيرته على وحدة الإسلام و به تحدث الناس، و لهجت الألسن كاشفة عن خلجات خواطر جرت فيها الظنون مجرى اليقين؛ فما كان لرجل أن يجزم أو يعلم سريرة ابن الخطاب، و لكنهم جميعا ساروا وراء الخيال.

و لهم سند مما عرف عن الرجل دائما من عنف و من دفعات، و لعل فيهم من سبق بذهنه الحوادث على متن الاستقراء، فرأى بعين الخيال قبل رأي العيون ثبات علي (عليه السلام) أمام و عيد عمر، لو تقدم هذا منه يطلب رضاه، و إقراره لأبي بكر بحقه في الخلافة، و لعله تمادى قليلا في تصور نتائج هذا الموقف، و تخيّل عقباه. فعاد بنتيجة لازمة لا معدى عنها هي خروج عمر عن الجادة، و أخذه هذا المخالف العنيد بالعنف و الشدة.

و كذلك سبقت الشائعات خطوات ابن الخطاب ذلك النهار، و هو يسير في جمع من صحبه و معاونيه إلى دار فاطمة (عليها السلام)، و في باله أن يحمل ابن عم رسول اللّه (عليه السلام)، إن طوعا و إن كرها، على إقرار ما أباه حتى الآن، و تحدّث أناس بأن السيف سيكون وحده متن الطاعة، و تحدث آخرون بأن السيف سوف يلقي السيف، ثم تحدث غير هؤلاء و هؤلاء بأن النار هي الوسيلة المثلى إلى حفظ الوحدة، و إلى الرضا و الإقرار.

و هل على ألسنة الناس عقال يمنعها أن تروي قصة حطب أمر به ابن الخطاب فأحاط بدار فاطمة (عليها السلام) و فيها علي (عليه السلام) و صحبه، ليكون عدة الإقناع أو عدة الإيقاع، على أن هذه الأحاديث جميعها و معها الخطط المدبرة أو المرتجلة، كانت كمثل الزبد، أسرع إلى ذهاب، و معها دفعة ابن الخطاب.

أقبل الرجل محنقا، مندلع الثورة على دار علي (عليه السلام)، و قد ظاهره معاونوه و من جاء بهم فاقتحموها، أو أوشكوا على اقتحام، فإذا وجه كوجه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يبدو بالباب حائلا من حزن، على قسماته خطوط آلام، و في عينيه لمعات دمع، و فوق جبينه عبسة غضب فائر و حنق ثائر.

نام کتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) نویسنده : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    جلد : 10  صفحه : 286
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست