الشيخ نزيه القميحا في حديث إحراق دار فاطمة الزهراء (عليها السلام) و ما كان سببه و ذكر عدة أسماء المؤرخين من العامة و الشيعة، و نحن نذكرها هنا ما يناسب المقام، قال:
بعد أن نجح الحزب السري الذي أسّس في حياة النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بالانقلاب بعد وفاته بالاستيلاء على الحكم، و أصبحت المعارضة ضعيفة و منحصرة في أفراد معدودين، منهم: العباس بن عبد المطلب و الفضل بن العباس و الزبير بن العوام و خالد بن سعيد و المقداد بن عمرو و سلمان الفارسي و أبو ذر الغفاري و عمار بن ياسر و البراء بن عازب و أبي بن كعب و عبادة بن الصامت و أبي الهيثم بن التيهان و حذيفة بن اليماني، و جماعة من بني هاشم، و جمع من المهاجرين و الأنصار.
و بعد أن باءت بالفشل محاولات فاطمة الزهراء (عليها السلام) و حوارها مع أولئك المنافقين، جمع أبو بكر مستشاريه عمر بن الخطاب و أبو عبيدة بن الجراح و المغيرة بن شعبة و تشاور معهم و قرّ رأيهم على أن يذهبوا إلى العباس بن عبد المطلب لاستمالته و إبعاده عن علي (عليه السلام) و أصحابه، فيضعف بذلك تيار المعارضة، و لكنهم باؤوا بالفشل و بقي العباس على تمسكه بعلي (عليه السلام).
و أصبح هؤلاء المعارضون لما جرى في سقيفة بني ساعدة في غفلة من الزمن، يعتبرون أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) هو الخليفة الشرعي بنص من اللّه تعالى و رسوله (صلّى اللّه عليه و آله)، و كانوا يجتمعون كلهم أو بعضهم في أغلب الأحيان في بيت أميرهم علي بن أبي طالب (عليه السلام).
و قد ذكر المؤرخون سبب الهجوم على دار فاطمة (عليها السلام) لإحراقه، و هو أنه غضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر، منهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) و الزبير، فدخلا بيت فاطمة (عليها السلام) و معهم السلاح. فبلغ أبا بكر و عمر إن جماعة من المهاجرين و الأنصار قد اجتمعوا مع علي بن أبي طالب (عليه السلام) في منزل فاطمة بنت رسول اللّه (عليها السلام)، و أنهم إنما اجتمعوا ليبايعوا عليا (عليه السلام).