اللّه عز و جل: «وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ»[1]، يعني من تحت أقدامكم.
قال: يا أبا الحسن، يفرق بيننا و بين رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله). قال: نعم. قال: يا أبا الحسن، إنك سمعت هذا و إنه حق؟ قال: فحلف أمير المؤمنين (عليه السلام) إنه سمعه من النبي (صلّى اللّه عليه و آله). فبكى عمر و قال: إني أعوذ باللّه مما تقول، فهل لذلك علامة؟ قال: نعم، قتل فظيع و موت ذريع و طاعون نشيع، و لا يبقى من الناس أحد في ذلك الوقت إلا ثلثهم، و ينادي مناد من السماء باسم رجل من ولد تكثر الآيات حتى يتمنّى الأحياء الموت مما يرون الآيات؛ فمن أهلك استراح و من كان له عند اللّه خير نجى.
ثم يظهر رجل من ولدي فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، يأتيه اللّه ببقية قوم موسى و يحيي له أصحاب الكهف، و يؤيّده اللّه بالملائكة و الجن و شيعتنا المخلصين، و ينزل من السماء قطرها و تخرج الأرض نباتها.
فقال له: يا أبا الحسن! أما إني أعلم إنك لا تحلف إلا على الحق، فو اللّه لا تذوق أنت و لا أحد من ولدك حلاوة الخلافة أبدا. فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): إنكم لا تزدادون لي و ولدي إلا عداوة.
فلما حضرت عمر الوفاة أرسل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له: يا أمير المؤمنين يا أبا الحسن! اعلم إن أصحابي هؤلاء قد أحلّوني مما ولّيت من أمورهم، فإن رأيت أن تحلّنى. فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أ رأيت إن لو أحللتك أنا فهل لك من تحليل من قد مضى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و ابنته. ثم ولّى و هو يقول: «وَ أَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ»[2]، فكان هذا من دلائله.