إحراق الباب و إسقاط جنين فاطمة (عليها السلام) و ضربها
و أمر بجعل الحطب حوالي البيت و انطلق هو بنار و أخذ يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها. فنادت فاطمة (عليها السلام) بأعلى صوتها: يا أبت يا رسول اللّه! ما ذا لقينا بعدك من ابن الخطاب و ابن أبي قحافة.
فلما سمع القوم صوتها و بكاءها انصرفوا باكين و بقي عمر و معه قوم و دعا بالنار و أضرمها في الباب فأخذت النار في خشب الباب و دخل الدخان البيت. فدخل قنفذ يده يروم فتح الباب.
فأخذت فاطمة (عليها السلام) بعضادتي الباب تمنعهم من فتحه و قالت: ناشدتكم اللّه و بأبي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) إن تكفوا عنا و تنصرفوا. فأخذ عمر السوط من قنفذ و ضرب به عضدها، فالتوى السوط على يديها حتى صار كالدملج الأسود.
فضرب عمر الباب برجله فكسّره، و فاطمة (عليها السلام) قد ألصقت أحشاءها بالباب تترسه.
فركل الباب برجله و عصرها بين الباب و الحائط عصرة شديدة قاسية حتى كادت روحها أن تخرج من شدة العصرة، و نبت المسمار في صدرها و نبع الدم من صدرها و ثدييها.
فسقطت لوجهها و النار تسعر، فصرخت صرخة جعلت أعلى المدينة أسفلها؛ صاحت: يا أبتاه يا رسول اللّه! هكذا يصنع بحبيبتك و ابنتك، آه يا فضة! إليك فخذيني، فقد و اللّه قتل ما في أحشائي. ثم استندت إلى الجدار و هي تمخض- و كانت حاملة بالمحسن لستة أشهر- فأسقطته. فدخل عمر و صفق على خدها صفقة من ظاهر الخمار، فانقطع قرطها و تناثرت إلى الأرض.
فخرج أمير المؤمنين (عليه السلام) من داخل الدار محمرّ العين حاسرا، حتى ألقى ملاءته عليها و ضمّها إلى صدره و صاح بفضة: يا فضة! مولاتك فأقبلي منها ما تقبله النساء، فقد جاءها المخاض من الرفسة و ردّ الباب، فأسقطت محسنا.
و قال (عليه السلام): إنه لاحق بجده رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فيشكو إليه، و قال لفضة: واريه بقعر البيت. ثم وثب علي (عليه السلام) فأخذ بتلابيب عمر، ثم هزّه فصرعه و وجأ أنفه و رقبته و همّ بقتله. فذكر