responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المناقب و المثالب نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 91

قالوا: فما نقول يا أبا عبد شمس؟

قال: و اللّه لا تقولون فيه قولا إلّا عرف باطله، و لكن أقرب القول فيه أن تقولوا: إنه ساحر و قد فرّق بين المرء و زوجه و بين الوالد و ولده و بين المرء و عشيرته، فأجمعوا على ذلك.

فلمّا أقبلت العرب خرجوا يجلسون على طرقها يحذرون منه كل من قدم، و يقولون: حدث عندنا ساحر فإياكم أن يهلككم بسحره.

و أنزل اللّه عزّ و جلّ في ذلك في الوليد بن المغيرة: ذَرْنِي وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً وَ جَعَلْتُ لَهُ مالًا مَمْدُوداً وَ بَنِينَ شُهُوداً وَ مَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ كَلَّا إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً إِنَّهُ فَكَّرَ وَ قَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَ بَسَرَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَ اسْتَكْبَرَ فَقالَ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَ ما أَدْراكَ ما سَقَرُ لا تُبْقِي وَ لا تَذَرُ [1] و أنزل اللّه على رسوله في الذين اجتمعوا إليه:

فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ‌ [2] فلم يزالوا يقولون ذلك لكل من جاء من ناحية من نواحي بلاد العرب، حتى صدروا عن الحج و أغروهم به و استنصروهم عليه، فوعدهم كثير منهم النصرة و انتشر ذلك من أمرهم في العرب، و خاف أبو طالب دهماءها و اجتماعها على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله للحمية في دينها، و لمّا ألقته بنو أمية و من والاها من قريش من أمر و إليها و تحريضهم عليه و استنفارهم إليه و أشفق من ذلك على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إشقاقا شديدا، فلم ير إلّا الحيلة في دفع ذلك عنه و إصلاح جانب العرب له.


[1]- سورة المدثر: 11- 28.

[2]- سورة الحجر: 92- 93.

نام کتاب : المناقب و المثالب نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست