responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المناقب و المثالب نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 90

بنا انتعش العود الذواء و إنما * * * بأكنافنا تندى و تنمي أرومها [1]

فلمّا رأى مشركوا قريش اتفاق بني هاشم و بني عبد المطلب مع أبي طالب على الدفع عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، علموا أنهم لا يصلون إليه، فأجمعوا أمرهم على أن يقبض كل بطن منهم على من أسلم منهم فيأخذونه بالرجوع إلى دينهم، فمن لم يفعل عذبوه و أكرهوه على الرجوع، ففعلوا ذلك بكل ضعيف منهم ممّن لا يجد من يحميه منهم، و حمى أبو طالب فيمن تبعه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فلم يصل إليه أحد بمكروه، و صبر من فتن من المسلمين عن دينه على عذاب قومه إياه، و رأوا منهم في ذلك ما أعجزتهم الحيلة له في أمرهم، و قرب وقت الموسم فاجتمعوا إلى الوليد بن المغيرة و كان ذا سن فيهم فقالوا له: يا أبا عبد شمس قد قرب قدوم العرب علينا، و قد ترى ما نشأ من أمر محمد، و نخاف أن يستميل قبائل العرب، فما ترى أن نقول لها فيه لندفعها عنه؟ قل لنا في ذلك قولا نجتمع عليه.

فقال: بل أنتم فقولوا حتى أسمع ما تقولون.

قالوا نقول لها إنه كاهن.

قال: إذا لا يقبلون منكم ذلك، قد سمعنا كلام الكهان و سمعوه فما كلامه يشبه كلامهم.

قالوا: فنقول إنه شاعر.

قال: و كذلك قد عرفنا الشعر و عرفوه فما يشبه قوله قولهم.

قالوا: فنقول مجنون.

قال: قد عرفنا المجانين و عرفوهم فما يشبه حاله حالهم.

قالوا: فنقول ساحر.

قال: و لا ذاك قد رأينا السحرة و رأوهم فما هو منهم.


[1]- السيرة النبوية لابن هشام: 1/ 174، البداية و النهاية: 2/ 317.

نام کتاب : المناقب و المثالب نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست