كم قد شهدت الحرب في فتية * * * عند الوغى في عثير القسطل
لا متنحين إذا جئتهم * * * و في هياج الحرب كالأشبل [1]
فلمّا اجتمع لأبي طالب بنو هاشم و بنو المطلب، وثق بأمر نفسه و زادت بصيرته في نصرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و باين عبد شمس و بني أمية و من قام معهم من بطون قريش بالعداوة و صرح لهم بها و قال:
منعنا الرسول رسول المليك * * * ببيض تلألأ كلمع البروق
بضرب يذبب دون النهاب * * * حذار الوتائر و الخنفقيق
أذب و أحمي رسول المليك * * * حماية عم عليه شفيق
و ما أن أدب لأعدائه * * * دبيب البكار حذار الفنيق
و لكن أزير لهم ساميا * * * كما زار ليث بغيل مضيق [2]
و مدح بني هاشم بما كان منهم، و فخر برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و قال:
إذا اجتمعت يوما قريش لمفخر * * * فعبد مناف سرها و صميمها
و إن حصلت أشراف عبد منافها * * * ففي هاشم أشرافها و قديمها
و إن فخرت يوما فإن محمدا * * * هو المصطفى من سرها و كريمها
تداعت قريش غثها و سمينها * * * علينا فلم تظفر و طاشت حلومها
و كنّا قديما لا نقرّ ظلامة * * * إذا ما ثنوا صعر الخدود نقيمها
و نحمي حماها كل يوم كريهة * * * و نضرب عن أحجارهامن يرومها