معاوية وَ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتاعٌ إِلى حِينٍ» [1][2] و أشار إلى معاوية.
و علم عليه السّلام أن الذي غلب عليه معاوية من أمر الدنيا، فسلّمه إليه لا ينقصه شيئا من كراهة اللّه عزّ و جلّ إيّاه، و لا يزيل من بعد يده ما جعل له من الإمامة، فأقام على ما فرض اللّه تعالى من حملها و القيام لمن تمسك به من الأمة بها، و كان ما أعطاه معاوية الحسن عليه السّلام من العهد بلسانه و هو ينطوي على النكث به، يدل على ذلك قوله لمّا دخل المدينة و دخل دار عثمان يسلّم على أهله و دخل معه الحسن و الحسين صلوات اللّه عليهما، فلمّا رأتهما عائشة بنت عثمان أعولت و قالت: و آثار والداه.
فلمّا انصرف الناس من عند معاوية دعا لها خاليا فقال: يا بنت أخي إن هؤلاء أعطونا سلطانا و أعطيناهم أمانا و أظهرنا لهم حلما تحته غضب، و أظهروا لنا طاعة تحتها حقد و ابتعنا منهم هذا بهذا، فإن أعطيناهم غير ما اشتروا شحّوا على حقهم و معهم سيوفهم و هم يرون مكان شيعتهم، و إن نكثنا بهم نكثوا بنا و لم ندر أ علينا تكون الدائرة أم لنا، و لأن تكوني بنت عم أمير المؤمنين خير لك من أن تكوني امرأة من سائر نساء المسلمين [3].
و كان اجتماعه مع معاوية بمسكن [4] من أرض الكوفة، و خطب معاوية الناس يومئذ فأراد أن يقول في خطبته: كل شيء كان بيني و بين الحسن فهو تحت قدمي.