responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفيد في شرح أصول الفقه نویسنده : ابراهيم اسماعیل شهركاني    جلد : 1  صفحه : 166

اعلم أن الجملة الخبرية في مقام إنشاء الطلب شأنها شأن صيغة افعل في ظهورها في الوجوب، كما أشرنا إليه سابقا، بقولنا «صيغة افعل و ما شابهها».


و ما بمعناها، فإنه أصل الطلب، لعدم دلالتها على خصوصية زائدة عليه، فيكون الطلب المنشأ بالجمل الخبرية أشد و آكد مما ينشأ بالصيغ الإنشائية؛ على حد تعبير السيد محمد جعفر الجزائري المروج.

- قال السيّد محمّد باقر الصدر (قدس سره) (بتصرف) في بيان ظهور الجملة الخبرية الدالة على الطلب في الوجوب. فيما يلي: قلنا في مبحث الأمر: أنه ينقسم إلى قسمين:

1- ما يدل على الطلب بلا عناية مثل: «صلّ».

2- ما يدل على الطلب بعناية مثل: الجملة الخبرية المستعملة في مقام الطلب. فالقسم الأول تم الكلام عنه تفصيلا. الآن الكلام يقع في القسم الثاني: الذي يدل على الطلب و لكن بعناية و هذا منحصر في الجملة الخبرية المستعملة في مقام الطلب. و الوجه في ذلك: لأن الجملة الخبرية- كما تعلم- ليست موضوعة للدلالة على الطلب مباشرة أي: ليس حالها حال الجملة الإنشائية في «صل» و «قم» و غيرها.

و إذا قلنا إن الجملة الخبرية دالة على الطلب لا بدّ من إضافة عناية خاصة. و لا ينبغي الإشكال في صحة استعمال الجمل الخبرية في مقام إنشاء الطلب حيثما قامت قرينة على ذلك و لو حالية أو مقامية، و إنما البحث في كيفية تفسير و تخريج هذه الدلالة أولا. و في أنها تقتضي الوجوب ثانيا.

و بعبارة أخرى: الجملة الخبرية مثل: «يعيد» و «يغتسل» و «يصلي» و نحوها و كل ما كان جوابا على أسئلة تقتضي هذه الأجوبة ... يسأل رجل الإمام (عليه السلام) عن صلاة المغرب قد شك فيها بين ركوعها ما بين الثالثة و الثانية.

- أجاب الإمام (عليه السلام): بأن أعاد أو يعيد الصلاة فمفاد «يعيد الصلاة» الحكاية و الإخبار عن وقوع الإعادة من ذلك الشخص الشاك، أي: صدرت منه الإعادة. فكيف يستدلون بهذه الجملة دلالة على أن الإعادة مطلوبة من الشارع، و أن الإعادة واجبة؟

الكلام يقع في مقامين: المقام الأوّل: في كيفية دلالة الجملة الخبرية على الطلب بالعناية مع تصوير هذه العناية. و هناك وجوه:

الوجه الأوّل: أن يحافظ على المدلول التصوري و التصديقي للجملة الخبرية. كيف ذلك؟ نقول: إن جملة «أعاد الصلاة» في المثال المذكور أعلاه مستعملة في النسبة الصدورية أو النسبة الخبرية. و المدلول التصديقي أي: المراد الجدي و هو الحكاية عن صدور الإعادة من ذلك الشخص، و بهذا قد احتفظنا بالمدلول التصوري و التصديقي معا في الجملة الخبرية. ففي المثال: «أعاد الصلاة» الواردة في كلام الإمام (عليه السلام) محفوظ فيها كلا المدلولين، فمدلولها التصوري و الوضعي هو النسبة الصدورية، و المقصود للإمام (عليه السلام) أن يحكي صدور الإعادة عن هذا الشخص بأن الإعادة صدرت منه؛ غير أنه يقيد الشخص الذي يقصد الحكاية عنه ممن كان يطبق عمله على الموازين الشرعية؛ لكي تدل هذه الجملة الخبرية على الطلب لا بد أن نقيدها بالقيد المذكور، فإذا قيدناها بهذا القيد حينئذ: تكون الجملة الخبرية دالة على الطلب، و أن الإعادة مطلوبة و لو لم تكن الإعادة مطلوبة لما صح الإعادة على‌

نام کتاب : المفيد في شرح أصول الفقه نویسنده : ابراهيم اسماعیل شهركاني    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست