نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 3 صفحه : 1055
(1) عزّ و جلّ! قال: و كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )إذا سرّ يستنير حتى كأنّ وجهه فلقة القمر، و كان يعرف ذلك منه. فلمّا جلست بيني يديه قلت: يا رسول اللّه، إنّ من توبتي إلى اللّه و إلى رسوله أن أنخلع من مالي إلى اللّه و رسوله! فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: أمسك عليك [بعض] [1] مالك، هو خير لك! قال قلت: إنّى ممسك بسهمى الذي بخيبر! قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: لا! قلت: النّصف! قال:
لا! قلت: فالثّلث! قال: نعم!
قال: إنّى يا رسول اللّه أحبس سهمي الذي بخيبر. قال كعب: قلت: يا رسول اللّه إنّ اللّه عزّ و جلّ أنجانى بالصّدق، فإنّ توبتي إلى اللّه ألّا أحدّث إلّا صدقا ما حييت. قال كعب:
و اللّه، ما أعلم أحدا من الناس أبلاه اللّه فى صدق الحديث منذ ذكرت لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )أفضل مما أبلانى، و اللّه ما تعمّدت من كذبة منذ ذكرت ذلك لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )إلى يومى هذا، و إنى لأرجو أن يحفظني اللّه عزّ و جلّ فيما بقي. و قال كعب:- قال الواقدىّ: أنشدنيه أيّوب بن النّعمان بن عبد اللّه بن كعب:
سبحان ربّى إن لم يعف عن زللي [2] * * * فقد خسرت و تبّ القول و العمل
قال: و أنزل اللّه عزّ و جلّ: لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ[3] إلى قوله: وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ. قال كعب: فو اللّهِ ما أنعم اللّه علىّ من نعمة قطّ إذ هداني للإسلام كانت أعظم فى نفسي من صدقى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، ألا أكون كذبته يومئذ،
[1] الزيادة عن ابن إسحاق. (السيرة النبوية، ج 4، ص 180).