نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 3 صفحه : 1054
(1) سجد. قال سعيد: فظننت أنّه لا يرفع رأسه حتى تخرج نفسه، و كان بالسرور أكثر بكاء منه بالحزن حتى خيف عليه، و لقيه الناس يهنّئونه، فما استطاع المشي إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )لما ناله من الضّعف و الحزن و البكاء، حتى ركب حمارا. و كان الذي بشّر مرارة بن الرّبيع سلكان بن سلامة أبو نائلة، و سلمة بن سلامة بن وقش، و وافيا الصّبح مع النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )من بنى عبد الأشهل، ثم انطلقا إلى مرار فأخبراه، فأقبل مرارة حتى توافوا عند النبىّ صلّى اللّه عليه و سلّم.
قال كعب: و كان الصوت الذي سمعت على سلع أسرع من الفارس الذي يركض فى الوادي- و هو الزّبير بن العوّام- و الذي صاح على سلع، يقول كعب: كان رجلا [1] من أسلم يقال له حمزة بن عمرو، و هو الذي بشّرنى. قال: فلمّا سمعت صوته نزعت ثوبىّ فكسوتهما إياه لبشارته، و اللّه ما أملك يومئذ غيرهما! ثم استعرت ثوبين من أبى قتادة فلبستهما، ثم انطلقت أتيمّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و تلقّانى الناس يهنّئوننى بالتّوبة يقولون: ليهنك توبة اللّه عليك! حتى دخلت المسجد و رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )جالس حوله الناس، فقام إلىّ طلحة بن أبى طلحة فحيّانى و هنّأنى، ما قام إلىّ من المهاجرين غيره- فكان كعب لا ينساها لطلحة.
قال كعب: فلمّا سلّمت على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )قال لى، و وجهه يبرق من السرور: أبشر بخير يوم مرّ [2] عليك منذ ولدتك أمّك! و يقال: قال له: تعالى إلى خير يوم [ما] طلع عليك شرقه قطّ. قال كعب:
قلت: أمن عندك يا رسول اللّه، أو من عند اللّه؟ فقال: من عند اللّه