نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 729
(1) قالوا: و كان الحارث بن عوف المرّىّ [حليفا] [1] لعيينة و لقيه منهزما على فرس له عتيق يعدو به عدوا سريعا، فاستوقفه الحارث فقال: لا، ما أقدر! الطلب خلفي! أصحاب محمد! و هو يركض. قال الحارث بن عوف:
أما لك بعد أن تبصر ما أنت عليه؟ إنّ محمّدا قد وطئ البلاد و أنت موضع فى غير شيء. قال الحارث: فتنحيت عن سنن خيل محمّد حتى أراهم و لا يرونى، فأقمت من [حين] زالت الشمس إلى الليل، ما أرى أحدا- و ما طلبوه إلّا الرعب الذي دخله. قال: فلقيته بعد ذلك، فقال الحارث:
فلقد أقمت فى موضع حتى الليل، ما رأيت من طلب. قال عيينة: هو ذاك، إنى خفت الإسار و كان أثرى عند محمّد ما تعلم فى غير موطن.
قال الحارث: أيها الرجل، قد رأيت و رأينا معك أمرا بيّنا فى بنى النّضير، و يوم الخندق و قريظة، و قبل ذلك قينقاع، و فى خيبر، إنهم كانوا أعزّ يهود الحجاز كلّه، يقرّون لهم بالشجاعة و السّخاء، و هم أهل حصون منيعة و أهل نخل، و اللّه إن كانت العرب لتلجأ إليهم فيمتنعون بهم. لقد سارت حارثة بن الأوس حيث كان بينهم و بين قومهم ما كان فامتنعوا بهم من الناس، ثم قد رأيت حيث نزل بهم كيف ذهبت تلك النّجدة و كيف أديل عليهم. فقال عيينة: هو و اللّه ذاك، و لكنّ نفسي لا تقرّنى. قال الحارث:
فادخل مع محمّد. قال: أصير تابعا! قد سبق قوم إليه فهم يزرون بمن جاء بعدهم يقولون: شهدنا بدرا و غيرها. قال الحارث: و إنما هو على ما ترى، فلو تقدّمنا إليه لكنّا من علية أصحابه، قد بقي قومه بعدهم منه فى موادعة و هو موقع بهم وقعة، ما وطئ [2] له الأمر. قال عيينة: أرى و اللّه! فاتّعدا