responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي    جلد : 2  صفحه : 651

(1) و لمن معك بما هاهنا طاقة، هؤلاء قوم أهل حصون منيعة، و رجال عددهم كثير، و سلاح. إن أقمت هلكت و من معك، و إن أردت القتال عجلوا عليك بالرجال و السلاح. و لا و اللّه، ما هؤلاء كقريش، قوم ساروا إليك، إن أصابوا غرّة منك فذاك الذي أرادوا و إلّا انصرفوا، و هؤلاء يماكرونك الحرب و يطاولونك حتى تملّهم. فقال سعد بن عبادة: أشهد ليحضرنّك فى حصنك هذا حتى تطلب الذي كنّا عرضنا عليك، فلا نعطيك إلّا السيف، و قد رأيت يا عيينة من قد حللنا بساحته من يهود يثرب، كيف مزّقوا كلّ ممزّق! فرجع سعد إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فأخبره بما قال، و قال سعد:

يا رسول اللّه، إنّ اللّه منجز لك ما وعدك و مظهر دينه، فلا تعط هذا الأعرابىّ تمرة واحدة، يا رسول اللّه، لئن أخذه السيف ليسلمنّهم و ليهربنّ إلى بلاده كما فعل ذلك قبل اليوم فى الخندق. فأمر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )أصحابه أن يوجّهوا إلى حصنهم الذي فيه غطفان، و ذلك عشيّة و هم فى حصن ناعم، فنادى منادى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )أن أصبحوا على راياتكم عند حصن ناعم الذي فيه غطفان. قال: فرعبوا من ذلك يومهم و ليلتهم، فلمّا كان بعد هذه من تلك الليلة سمعوا صائحا يصيح، لا يدرون من السماء أو من الأرض: يا معشر غطفان، أهلكم أهلكم! الغوث، الغوث بحيفاء- صيح ثلاثة- لا تربة و لا مال! قال: فخرجت غطفان على الصّعب و الذّلول، و كان أمرا صنعه اللّه عزّ و جلّ لنبيه. فلمّا أصبحوا أخبر كنانة بن أبى الحقيق و هو فى الكتيبة بانصرافهم، فسقط فى يديه [1]، و ذلّ و أيقن بالهلكة و قال: كنّا من هؤلاء الأعراب فى باطل، إنّا سرنا فيهم فوعدونا النصر و غرّونا، و لعمري لولا ما و عدونا من نصرهم ما نابذنا محمّدا بالحرب،


[1] فى الأصل: «فى أيديه».

نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي    جلد : 2  صفحه : 651
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست