نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 2 صفحه : 649
(1) القتال حتى يأذن لهم، فعمد رجل من أشجع فحمل على يهودىّ، و حمل عليه مرحب فقتله. فقال الناس: يا رسول اللّه، استشهد فلان! فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: أبعد ما نهيت عن القتال؟ فقالوا: نعم.
فأمر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )مناديا فنادى: لا تحلّ الجنّة لعاص. ثم أذن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فى القتال و حثّ عليه، و وطّن المسلمون أنفسهم على القتال. و كان يسار الحبشىّ- عبد أسود [1] لعامر اليهودىّ- فى غنم مولاه، فلما رأى أهل خيبر يتحصّنون و يقاتلون سألهم، فقالوا: نقاتل هذا الذي يزعم أنه نبىّ. قال: فوقعت تلك الكلمة فى نفسه، فأقبل بغنمه يسوقها إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال: يا محمّد، ما تقول؟
ما تدعو إليه؟ قال: أدعوا إلى الإسلام، فاشهد أن لا إله إلّا اللّه و أنى رسول اللّه. قال: فما لى؟ قال: الجنّة إن ثبتّ على ذلك. قال: فأسلم. و قال:
إنّ غنمي هذه وديعة. فقال النبىّ صلّى اللّه عليه و سلّم: أخرجها من العسكر ثم صح بها و ارمها بحصيات، فإنّ اللّه عزّ و جلّ سيؤدّي عنك أمانتك. ففعل العبد فخرجت الغنم إلى سيّدها، و علم اليهودىّ أنّ عبده قد أسلم. و وعظ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )الناس و فرق بينهم الرايات، و كانت ثلاث رايات، و لم تكن راية قبل يوم خيبر، إنما كانت الألوية، و كانت راية النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )السوداء من برد لعائشة، تدعى العقاب، و لواؤه أبيض، و دفع راية إلى علىّ (عليه السلام)، و راية إلى الحباب بن المنذر، و راية إلى سعد بن عبادة، فخرج علىّ (عليه السلام) بالراية و تبعه العبد الأسود فقاتل حتى قتل، فاحتمل فأدخل خباء من أخبية العسكر، فاطّلع رسول اللّه صلّى اللّه عليه