نام کتاب : المدخل إلى عذب المنهل في أصول الفقه نویسنده : الشعراني، أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 89
فكلمة «ليت» توجد تمنّيا انشائيا يشارك التمنى الحقيقى النفسانى فى الاسم، و يفارقه فى أن التمنى الحقيقى قبل التلفظ بليت و الإنشائى يوجد بعده، و الأول داع إلى الكلام و الثانى مدلول له، و الأول موجود، و إن لم يتلفظ بشىء، و الثانى لا يوجد بدون اللفظ، و هكذا الطلب الحقيقى غير الطلب الإنشائى، فالأول داع إلى الأمر، و الثانى مدلول له، و الأول حاصل قبل الأمر، و الثانى بسبب الأمر و بعده.
نقول: هذه كلها نظير الكلام النفسانى الذى يقول به الأشاعرة، و هو غير معقول، فإن الشىء إما فى الخارج و إما فى الذهن، فالطلب أو التمنّى الذى يقولون إنه يوجد باللفظ إما أن يقولوا إنه يوجد فى الخارج أو فى النفس، و الأول باطل، و الثانى إما أن يكون فى نفس السامع أو فى نفس المتكلم، و الأول باطل، إذ لا يوجد فى نفس السامع طلب و لا تمن بسماع ما يدل عليهما، و فى نفس المتكلم أيضا باطل، إذ الطلب أو التمنى كان حاصلا قبل اللفظ، فوجوده باللفظ تحصيل للحاصل.
قال العضد [1] فى شرح مختصر الاصول فى مبحث الأحكام: اعلم أن الخبر كما ستعلم له لفظ و معنى يدل عليه، ثابت فى النفس، و متعلق لذلك المعنى، يشعر بوقوعه فى الخارج، فإن كان واقعا فصادق، و إلا فكاذب.
و مثله يمكن أن يعلم وقوع متعلقه بطريق غير ذلك الخبر، و أما الإنشاء نحو «قم» فلا يدل على أن لنفسه متعلقا واقعا، فلا خارج له عن النفسى يراد إعلامه، إنما يراد به إعلام النفسى و هو الطلب مثلا، و ذلك مما لا يعلم إلا باللفظ الدال عليه توقيفا.
[1]- شرح مختصر الاصول مخطوط الورق 37 و العضد هو عبد الرحمن بن احمد المتوفى 756.
نام کتاب : المدخل إلى عذب المنهل في أصول الفقه نویسنده : الشعراني، أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 89