نام کتاب : المدخل إلى عذب المنهل في أصول الفقه نویسنده : الشعراني، أبو الحسن جلد : 1 صفحه : 174
«يقولون آمنا» حال من قوله «الراسخون فى العلم» لا من اللّه بقرينة قوله: آمنا- الآية-.
فإن قيل: قوله تعالى: طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ[1].
رءوس الشياطين كلمة لا نفهم معناها و قد شبه بها، و قد احتج به الحشوية. قلنا: المعنى المقصود من هذه الكلمة هو البالغ فى القباحة حدا لا أقبح منه. و هذا مستفاد من الكلمة و هى ظاهرة فيه، و يجوز أن يكنى فى فصيح الكلام عن معنى صحيح بكلمة لم يرد بها حقيقته. قال امرؤ القيس:
و مسنونة زرق كانياب اغوال.
و ناب الغول مما لا حقيقة له، و إنما عبر به عن المهول المهيب، و الباطل هو الكلام غير المراد به شىء أصلا.
«في الخروج عن النصّ»
قد يخرج عن النص و يحكم بحكمه فى غير مورده، و ليس منه إذا دل عليه اللفظ بالدلالة الالتزامية، و هى على أنحاء:
الأول: أن يكون مستفادا من معانى الألفاظ المفردة بأن يكون شرطا عقليا أو شرعيا.
فالأول كقول الآمر: «إرم» فإنه أمر بتحصيل القوس.
الثانى كقوله: «اعتق عبدك عنى» فإنه يستلزم سؤال تمليكه إذ لا عتق إلا فى ملك، و هذا يسمى دلالة الاقتضاء.