يعتدّ بكلامه منهم فى نظم و لا نثر. بل لم نقف على ذلك فى سائر اللغات التى وقفنا عليها.

و الأخيران لصاحب الفصول. [1]

و ضعف الجميع ظاهر، خصوصا الأخير فإنا وجدنا استعماله فى المعنيين كثيرا فى الفارسية و العربية و نذكر جملة منها هاهنا و نتّكل فى عدم تطرق التأويل فيها إلى ذوق الناظر.

فمنها قول الحريرى‌ [2]:

جاد بالعين حين أعمى هواه‌* * * عينه فانثنى بلا عينين‌

و قوله: فانظر إلينا و بيننا و لنا.

فاستعمل قوله «فانظر» فى ثلاثة معان‌

و منها قول الباخرزى‌ [3]:

يا صاحب العودين لا تهملهما* * * حرّك لنا عودا و حرّق عودا

أراد بالعودين آلة الطرب و عود النار.

و سمعت بعض أساتيذنا يقول: إنّ الصغانى‌ [4] اللغوى صنف كتابا فى اللغة و انتهى فيه إلى كلمة «بكم» و لم يتمه، و ابتلى فى آخر عمره بعقدة فى لسانه، فقال بعض الشعراء فيه:

[1]- الفصول، فصل استعمال المشترك فى اكثر من معنى.

[2]- أبو محمد القاسم بن على صاحب «المقامات» و «درّة الغواص» توفى 516.

[3]- أبو الحسن على بن الحسن مؤلف «دمية القصر» قتل سنة 467.

[4]- الشيخ رضى الدين حسن بن محمد الصغانى اللغوى النحوى توفى 650.