responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدخل إلى عذب المنهل في أصول الفقه نویسنده : الشعراني، أبو الحسن    جلد : 1  صفحه : 108

يراد بكل واحد معنى، و تارة يقولون: المعنى واحد عام شامل للمعنيين لا كل واحد منهما على حدة مثلا فى قوله: إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ‌ [1] يقولون ضمير الفاعل فى يصلون يرجع إلى الملائكة فقط لا إليهم و إلى اللّه تعالى و يقدرون فعلا هكذا: إن اللّه يصلى و ملائكته يصلون. أو يقولون: لا نسلم إن الصلاة اريد بها المغفرة بالخصوص و الاستغفار بالخصوص، بل اريد منها الاعتناء بإظهار الشرف، و هو معنى واحد عام شامل للمغفرة و الاستغفار، و كذا السجود استعمل فى معنى عام و هو اظهار الخشوع المناسب. و قد ينكر كون اللفظين مشتركا لفظيا.

و أقول هذا أمر موكول إلى الذوق و الوجدان و الحدس الصحيح، و الاحتجاج بطريق أهل الجدل فيه عسر جدا. و قد ذكرنا فيما مضى أن المتواطى كثيرا ما يشتبه بالمشترك، و ذكرنا أمثلة هناك و التمييز يحتاج إلى لطف قريحة، ففى كل مورد استعمل فيه اللفظ فى معنيين يمكن إبداء احتمال استعماله فى معنى شامل أو تقدير تكرير اللفظ، لكن الوجدان فى كثير من الموارد يشهد بأن اللافظ ما أراد المعنيين إلا مع الخصوصية لا باعتبار معنى واحد عام، و الذى يقوى فى نفسى أن شهادة مثل ابن الحاجب و السكاكى و الشافعى و الباقلانى و البيضاوى و غيرهم من جهابذة الأدب و أئمة العربية كافية فى هذه المسألة اللغوية، و كذلك السيد المرتضى و الشيخ الطوسى و العلامة من الأعلام فى الأدب و الشريعة، و العارفين بمجارى الكلام العرب، فإن هؤلاء عدّوا كثيرا من الأمثلة من استعمال اللفظ المشترك فيه معانيه، لأنهم تبين عندهم كون اللفظ مشتركا لفظيا اريد منه المعنيان من حيث الخصوصية، كما صرح البيضاوى فى‌


[1]- سورة الاحزاب، الآية: 56.

نام کتاب : المدخل إلى عذب المنهل في أصول الفقه نویسنده : الشعراني، أبو الحسن    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست